عشرة أرقام مهمة لكنها لا تكفي

رأيت على الشاشة الفيضانات في الهند وكمبوديا وفنزويلا أخيراً؟ شاهدت تغطية إعلامية عن صيف أوروبا الذي أكد تبدّل المناخ في تلك القارة باتجاه مزيد من الحرارة؟ شاهدت أعلى قمة جبل في السويد بعد أن انحسرت عنها الثلوج للمرّة الأولى؟ إذاً، هل سألت نفسك عن الأرقام الرئيسية في تلك الظاهرة؟ إليك عشرة منها:

1- البداية ليست مع رقم، بل مفهوم بيئي يتفوق على الأرقام كلها. ويتمثّل في أن نشاطات البشر هي المسؤول الأول عن التغيير المناخي. ويشهد على ذلك أن ثاني أكسيد الكربون الذي يتأتى من نشاطات البشر (خصوصاً المواصلات والصناعة) هو المكوّن الرئيسي للغازات التي تلوّث الغلاف الجوي وتسبّب في ظاهرة الاحتباس الحراري، وهي القلب في تغيّر المناخ.

2- كي يُلجَم الارتفاع في حرارة الأرض ضمن درجتين مئويتين وصولاً إلى 2100، يجب أن تكون الكمية المتراكمة في الغلاف الجوي من ثاني أكسيد الكربون وبقية الغازات التي تنجم من حرق الوقود الأحفوري، قرابة 500 بليون طن، وهي تضاف إلى 100 بليون طن متراكم في التربة والغابات والأشجار والسهوب وغيرها. أما إذا وصلت كمية تلك الغازات في الهواء إلى 1000 بليون طن، فسوف تخفق خطط المناخ، بل إنها تنزلق مجدداً إلى الفشل حتى لو نجحت في لجم زيادة الحرارة ضمن درجتين مئويتين!

3- للحصول على الأموال اللازمة لتمويل جهود مكافحة تغيّر المناخ والتخفيف من آثاره، يتوجّب تعميم «ضريبة الكربون» Carbon Tax على الدول كافة.

4- ترتفع كلفة الأضرار الناجمة عن الاحتباس الحراري لتصل إلى 38 في المئة من الناتج المحلي الخام العالمي، بحلول عام 2200.

5- خسائر الاحتباس الحراري تتضاعف في حال تدهور بعض المفاصل الأساسيّة في التوازن المناخي، على غرار حصول تشبع مياه المحيطات بثاني أكسيد الكربون. ومع توقّفها عن امتصاص ثاني أكسيد الكربون، يرتفع مستواه في الهواء، ويتفاقم الاحتباس الحراري وكوارثه.

6- إذا استمر ذوبان الثلوج في القطبين، ستنبعث كميات غير متوقعة من غاز «الميثان». وعندها، ستتراوح الخسائر السنوية الناجمة عن التلوّث، بين 5 و20 في المئة من الناتج المحلي الخام عالمياً. ويعني ذلك انهياراً مستمراً للاقتصاد المعتمد على الطاقة الأحفوريّة.

7- رجح خبراء أن تصل الخسائر الإجماليّة الناجمة عن تغيّر المناخ إلى قرابة 33 تريليون دولار في نهاية القرن 21!

8- تزايدت كلفة الخسائر الناجمة عن تصاعد الكوارث الطبيعية منذ عام 1970، بنسبة 2 في المئة سنوياً. ويسهل حساب حصة المناخ من تلك الخسائر. فمثلاً، يساهم الارتفاع في حرارة الأرض بزيادة عدد الأعاصير الاستوائية وقوّتها. وكلما زادت شدة الإعصار بنسبة تتراوح بين 5 و10 في المئة، تتضاعف قيمة الخسائر المادية الناجمة عنها.

9- يتسبّب الارتفاع في منسوب مياه البحر المتأتّي من ذوبان ثلوج القطبين بفعل الاحتباس الحراري، في تأكل تدرجي لأرصفة الشعاب المرجانية. ويؤدي الأمر إلى خسائر متعدّدة الوجه. فمثلاً، تخسر أستراليا 32 بليون دولار في قطاع السياحة، في حال زوال الرصيف المرجاني عن شواطئها.

10- كم تبلغ قيمة اختفاء مئات الأصناف والأنواع الحيّة بأثر تدهور المناخ؟ هل هناك رقم أو أرقام تستطيع التعبير عن ذلك الفناء المريع؟

 

صحيفة الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى