ناسا تقترب كثيرا من الشمس

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أنها ستطلق في العام 2018 مسباراً لاستكشاف الشمس بهدف فهم دينامياتها وطريقة تشكل الرياح الشمسية التي تؤثر على الحياة على الأرض. وسيكون المسبار المسمى باركر سولار بروب الأول الذي يقترب إلى مسافة 6.2 مليون كيلو متر من الشمس، أي أقرب بسبع مرات من المسبارات السابقة.

وقال نيكولا فوكس المسؤول العلمي عن المهمة في مختبر الفيزياء في جامعة جونز هوبكينز الأميركية: “هذه المهمة ستتيح لنا أن نجيب عن أسئلة بسيطة، مثل معرفة السبب الذي يجعل حرارة هالة الشمس أعلى من حرارة سطحها، وهو ما يشكل كسراً لقوانين الطبيعة. ويمكن أن تصل الحرارة في بعض المناطق من هالة الشمس إلى مليوني درجة، أما الحرارة على سطح الشمس فلا يزيد على خمسة آلاف و800 درجة”.

وأضاف الباحث: “نريد أن نعرف أيضاً لماذا تتشكل في هذا القسم من الغلاف الجوي الشمسي شحنات طاقة بشكل مفاجئ، تفلت من جاذبية الشمس وتضرب الكواكب”.

وسيزود المسبار لحمايته من الحرارة التي ستصل إلى 1400 درجة، بدرع من الكربون سماكتها 11.4 سنتيمتر، وتجعل الحرارة تبقى داخله ما بين 15 درجة إلى 25. وسيطلق المسبار باركر سولار بروب محمولاً بصاروخ قاذف “دلتا 4 هافي” من تصميم شركة يونايتد لونش آلاينس، من قاعدة كينيدي في فلوريدا.

وتتطلب الرحلة إلى جوار الشمس، على بعد 6.2 مليون كيلو متر عنها، سبع سنوات يحلق فيها المسبار سبع مرات قرب كوكب الزهرة لتقليص قطر مداره حول الشمس.

وتتشكل الشمس بشكل أساسي من الهيدروجين والهيليوم، وهي أكبر من الأرض بمائة وتسع مرات. ويعادل حجم المسبار حجم سيارة صغيرة، وهو مزود بأربعة أجهزة مصممة لجمع المعلومات حول الآلية التي ترفع درجات وهج الشمس، وتسرّع العواصف الشمسية.

وستتيح أعمال المراقبة هذه تحسين التوقعات بهبوب العواصف الشمسية التي تؤثر على عمل الأقمار الاصطناعية، وسلامة الرواد في الفضاء. وحين يكون المسبار في أدنى مسافة له من الشمس، سيكون سابحاً في الفضاء بسرعة 700 ألف كيلومتر في الساعة، وهي سرعة تجعله يذهب من الأرض إلى القمر في ثلاثين دقيقة.

وكان اسم المهمة سولار بروب بلاس، لكن الاسم تغير إلى “باركر سولار بروب” تيمنا باسم عالم الفيزياء اوجين باركر البالغ من العمر 89 عاماً. وهو نشر في العام 1958 أول بحث يصف ظاهرة العواصف الشمسية.

وقال توماس زوربوكين، المسؤول في وكالة الفضاء الأميركية عن المهمات العلمية: “إنها المرة الأولى التي تطلق الوكالة اسم شخص مازال على قيد الحياة على مسبار فضائي”. وأضاف: “إنها شهادة على أهمية أبحاثه التي أسست لحقل جديد من الأبحاث العلمية ومازالت وكالة ناسا تدرس هذه القضايا وتحاول التعمق بها كل يوم”.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى