علوم وتكنولوجيا

آبل تخرق تكتّمها لتأكيد احترام أدواتها الجديدة للخصوصية

رفعت آبل الصوت مجددا للتأكيد أن أدواتها الجديدة المطوّرة لمكافحة المواد الإباحية لا تؤثّر على ميزة الخصوصية في أجهزتها وخدماتها التي لطالما تباهت بها لتحفيز المبيعات. في مبادرة ليست من عادة هذه المجموعة المتكتّمة على شؤونها.

وفي مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال”، قال كريغ فيديريغي مدير البرمجيات في الشركة “من الواضح أن رسائلنا أثارت بلبلة كبيرة”.

وكانت آبل قد كشفت الأسبوع الماضي أدوات جديدة تسمح برصد أفضل للصور التي تتخذ طابعا جنسيا وتتعلّق بأطفال، على خوادمها “آي كلاود” وخدمتها للدردشة “آي ميسدج”، وذلك لحسابات الأطفال المربوطة باشتراك عائلي.

وشدّد فيديريغي على أن الخوارزميات الجديدة لا تجعل النظام أقلّ أمنا أو سرّية.

وخلافا لحال خدمات الحوسبة السحابية الأخرى، أرادت “آبل أن يتسنّى لها رصد صور المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلّين في نظام الحوسبة السحابية من دون أن يكون عليها أن تعاين صور المستخدمين”، على قول المسؤول.

وأوضحت المجموعة في مستند نشرته على موقعها الإلكتروني أن تشغيل هذا النظام يستوجب ما لا يقلّ عن 30 صورة تمّ رصدها آليا للإبلاغ عن حساب ما يقوم خبراء بالتحقّق منه شخصيا.

وكان كشف آبل عن هذه الأدوات الجديدة قد أثار الأسبوع الماضي الاستغراب والجدل في الأوساط التكنولوجية، وخصوصا أن المجموعة بنت سمعتها بحرصها على احترام الخصوصية، وهي نادرا ما تفوّت فرصة للازدراء بجيرانها في سيليكون فالي في هذا الشأن، وأوّلهم فيسبوك.

غريغ نجيم

وكان غريغ نجيم من مركز الديموقراطية والتكنولوجيا (سي دي تي) قد قال في رسالة. إن “آبل تستعيض عن نظام الرسائل المشفّرة من البداية إلى النهاية. ببنية أساسية للمراقبة والرقابة ستكون عرضة للانتهاكات والانحرافات ليس في الولايات المتحدة فحسب، بل في أنحاء العالم أجمع”.

وحصدت رسالة مفتوحة مناهضة لهذه التقنيات تواقيع عدّة منظمات غير حكومية وأكثر من 7700 شخص. من بينهم إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية الذي كشف عن قوائم المراقبة المكثفة لدى الهيئة الاستخباراتية.

وأفاد مقال صحافي بخلافات داخلية في الشركة في هذا الخصوص وقد تمّ تشاركه على نطاق واسع على الإنترنت.

تطور أبل برنامجا خاصا لتتبع محتوى صور مستخدمي آيفون. ليتمكن من اكتشاف الصور غير القانونية على أجهزة “اي او اس”، وفق ما اعلنته الخميس.

والنظام الجديد الذي سيطبق مبدئيا في الولايات المتحدة، يفحص الصور على هواتف آي فون قبل تحميلها على خدمة التخزين “آي كلاود” لضمان عدم احتوائها على صور لاستغلال الأطفال جنسيا.

وستعمل التقنية على أساس تجزئة الصور المخزنة في قواعد بيانات الخدمات الخاصة.

وقالت الشركة. إنه إذا رصدت تحميل مثل هذه الصور على آي كلاود فستراجعها وتبلغ مسؤولي إنفاذ القانون بشأن المستخدم قبل تعليق حسابه.

ويستجيب نظام أبل الجديد لطلبات من سلطات إنقاذ القانون للمساعدة في وقف الاعتداءات الجنسية على الأطفال .مع احترام الخصوصية التي تعد من المبادئ الأساسية لعلامة الشركة التجارية.

وتنضم أبل بهذا النظام إلى معظم شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل غوغل التابعة لألفابت وفيسبوك ومايكروسوفت، التي تفحص بالفعل الصور عن طريق مطابقتها بقاعدة بيانات من الصور المعروفة لاستغلال الأطفال جنسيا.

قال جون كلارك، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين، في بيان “في ظل استخدام أناس كثيرين لمنتجات آبل. فإن تدابير السلامة الجديدة هذه تحمل في طياتها إمكانية إنقاذ حياة الأطفال الذين يتعرضون للإغواء على الإنترنت وتنشر صورهم الجنسية المروعة… الخصوصية وحماية الأطفال يمكن أن يتعايشا في حقيقة الأمر”.

مخاوف بشأن الخصوصية

وستخزن أبل قاعدة بيانات لصور استغلال الأطفال جنسيا على هواتف آي فون. وعندما يحمل مستخدم صورة على آي كلاود يصدر الهاتف من فوره رمزا رقميا للصورة ويقارنها بقاعدة البيانات السالفة الذكر.

وقد ينتهي الأمر بتعليق حساب المستخدم الذي يحمل مثل هذه الصور. لكن أبل قالت إن المستخدمين الذين يشعرون أن حساباتهم عُلقت دون سبب وجيه يمكنهم الطعن على ذلك القرار واستعادتها مجددا.

لكن مدافعين عن الخصوصية .قالوا إن ذلك النظام قد يفتح الباب أمام مراقبة الخطاب السياسي وغيره من أشكال المحتوى الأخرى على هواتف آي فون.

وقال ماثيو جرين الباحث في أمن المعلومات بجامعة جونز هوبكنز محذرا على تويتر “أبل أرسلت إشارة واضحة للغاية. فهي ترى أن من الأمان وضع أنظمة لفحص هواتف المستخدمين بحثا عن محتوى محظور… لكنها بذلك تكسر الحاجز أمام الحكومات لتطلب فحص الهواتف تعقبا لمحتويات أخرى تراها غير ملائمة”.

وكتب باحثون آخرون في مجال الخصوصية مثل إنديا مكيني وإريكا بورتنوي من مؤسسة إلكترونيك فرونتير في مدونة إنه ربما يكون من المستحيل على باحثين مستقلين التحقق مرة أخرى مما إذا كانت أبل تفي بوعودها بفحص محتوى محدد فقط على الأجهزة.

وكتبتا تقولان إن هذه الخطوة “تحول صادم بالنسبة للمستخدمين الذين يعولون على ريادة الشركة في الخصوصية والأمان”.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى