اكتشاف بئر غاز جديدة في الأردن يحيي الآمال بمصدر محلي للطاقة

 

أحيت بئر جديدة اكتشفت في حقل الريشة الغازي، شرق الأردن، الآمال بفتح باب لمصدر محلي قد يكون مجديا للطاقة، في بلد تطوقه دول حققت اكتشافات لمصادر الطاقة التقليدية.

الحكومة الأردنية أعلنت في مايو/أيار الماضي عن اكتشاف بئر جديدة في الحقل، الذي يضم 44 بئرا، منها 12 بئرا تنتج نحو 9.5 ملايين قدم مكعب.

واكشتفت شركة البترول الوطنية (حكومية)، وهي المطور الوحيد للحقل، البئر الجديدة، ليرتفع عدد الآبار المنتجة إلى 13.

هذه النتائج دفعت مسؤولين أردنيين إلى إعلان تفاؤلهم بأن تساهم البئر في رفع إنتاجية الحقل، ليغطي كميات أعلى من استهلاك الأردن من الغاز.

ويستورد الأردن، الذي يحتاج بالمتوسط إلى 350 قدم مكعبة يوميا، كل حاجته من الغاز حاليا، من مصر عبر خط الغاز العربي لتوليد أكثر من 85 بالمائة من استهلاكه للكهرباء.

رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزار، ذكر عبر صفحته على “تويتر”، إن الأخبار المشجعة تتوالى من حقل الريشة.

وكتب الرزاز: “نتائج تقييم أول بئر غاز تحفره شركة البترول الوطنية منذ 2011 في المنطقة، أكدت أن البئر تنتج 7 ملايين قدم مكعب يوميا، وهذا يرفع إنتاج حقل الريشة إلى 16 مليونا والذي يشكل 5 بالمئة من استهلاك المملكة اليومي”.

من جهتها، أعلنت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي، الإثنين، أن لدى شركة البترول الوطنية خطة للعام الحالي لحفر ثلاث آبار، بهدف اكتشاف المزيد من الغاز في حقل الريشة، لزيادة مساهمة المصادر المحلية من الطاقة في إجمالي الطاقة المستهلكة.

وقالت في بيان أصدرته الوزارة، إنه لا حاجة لجذب أي مستثمر أجنبي للحقل، وأن العلاقة مع شركة بريتش بتروليوم متوقفة منذ 2014، فيما أنهيت الاتفاقية مع شركة (آي بي جي) في يناير/كانون الثاني 2017؛ ما جعل كامل الحقوق والامتيازات في حقل الريشة محصورة بشركة البترول الوطنية.

وقدرت الشركة سابقا الإحتياجات التمويلية اللازمة لتطوير حقل الريشة، خلال الفترة ما بين 2019 وحتى 2030 بنحو 100 مليون دينار (141 مليون دولار)، ستغطى غالبيتها من خلال تمويل ذاتي من قبل الشركة.

مصدر حكومي مسؤول، فضل عدم نشر اسمه، قال للأناضول إن زيادة الاعتماد على مصدر محلي جديد للطاقة سيساهم في تقليل الاستيراد، والاحتفاظ بالعملة الصعبة، وضمان أمن التزود.

ولفت إلى أن أزمة مديونية الأردن سببها الأساسي انقطاع التزود بالطاقة المستوردة عدة مرات، مثل النفط العراقي ثم الغاز المصري.

من جهته، قال المدير العام السابق لسلطة المصادر الطبيعية، موسى الزيود، أن جميع الاكتشافات والشواهد من النفط والغاز، تمت بجهود من سلطة المصادر الطبيعية.

وأضاف الزيود أن الإنتاج في حقل الريشة بدأ بنحو 35 مليون قدم مكعبة عند اكتشافه منتصف الثمانينيات.

وأشار إلى أن محدودية الإمكانيات المادية حالت دون الاستمرار في تطوير الحقل والحفاظ على إنتاجيته.

الخبير الجيولوجي، حازم الراميني، قال إن الحقل مبشر جدا إذا تم توفير الإمكانات المادية والفنية اللازمة لتطويره ورفع انتاجيته.

وأوضح الراميني، للأناضول، أن الحقل يعتبر من الحقول غير التقليدية من حيث طبيعة إنتاجها ما يستلزم جهودا خاصة في العمل فيه.

يشار إلى أن الحكومة الأردنية تشتري الغاز الطبيعي المنتج محليا، بمبلغ 4 دنانير (5.6 دولارات) لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وفقا لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، وهي تسعيرة تعدل شهريا ضمن قائمة أسعار المشتقات النفطية التي تعلن عنها الحكومة.

يذكر أن إنتاج المملكة من الغاز الطبيعي، تراجع بنسبة 39 بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية، بحسب بيانات صادرة عن وزارة الطاقة والثروة المعدنية.

وتراجع الإنتاج إلى 3.3 مليارات قدم مكعبة العام الماضي، بدلا من 4.6 مليارات قدم مكعبة في 2014.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى