ترامب وعِصابَة “قُطَّاع طُرُق” التي يَقودها تُفَجِّر أكبَر حَرب تِجاريّة في تاريخ العالم الاقتصاديّ

 

يَقِف العالم هَذهِ الأيّام على حافَّةِ حَربٍ تِجاريّةٍ عالميّة بسبب الإجراءات “الحِمائيّة” التي بَدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فَرضَها على شَكلِ رُسومٍ وضَرائِب على وارِدات بِلادِه من مُعظَم دُوَل العالم، وخاصَّةً الصين وأوروبا.

لم تُجافِ الصَّحافة الصينيّة الحقيقة عِندما وصفت قرارات الرئيس ترامب بِفَرض رسوم على ما قيمته 34 مليار دولار من الصَّادِرات الصينيّة إلى بِلادِه بأنّها أكبر حَربٍ تِجاريّة في التَّاريخ الاقتصاديّ.

القِيادة الصينيّة قرَّرت الرَّد بالمِثل، وبالقَدرِ نَفْسِه، ولكن هُناك مَخاوِف أن رَفع الرئيس الأمريكي سَقف هذه الحرب، وبِفَرض رسوم على سِلَعٍ صينيّة تَصِل قيمتها إلى 450 مليار دولار، أي مُعظَم الصَّادِرات الصينيّة إلى أمريكا.

حرب الرئيس ترامب التِّجاريّة هَذهِ لا تَستَهدِف الصين وحدها، وإنّما مُعظَم حُلَفاء أمريكا في أوروبا وكندا والمكسيك وأمريكا الجنوبيّة ممّا قد يُؤدِّي إلى فَوضى تقود إلى انهياراتٍ اقتصاديّة في القارّات الخَمس.

العالم كُلّه باتَ يَقِف أمام إدارة أمريكيّة تُدير الاقتصاد الأمريكيّ والعالميّ بِمَنطق عِصابات قُطَّاع الطُّرق، الأمر الذي يُحَتِّم تَحَرُّكًا عالمِيًّا لمُواجَهة هَذهِ العِصابة وتَطويق أخطارها المُدَمِّرة إذا لم يَتأتّ مَنعها.

الرئيس الأمريكي يَتصرَّف مِثل الثَّور الهائِج يَضرِب يَمينًا ويَسارًا ممّا يُهَدِّد بتَدمير المَنظومة الاقتصاديّة العالميّة وقوانينها، فعِندما يُواجهه البَعض بأنّ إجراءاتِه هذه تتناقض مع مِيثاق مُنظّمة التِّجارة العالميّة التي شارَكت بِلاده في وضعها ووقَّعت عليها، يَرُد بأنّه لا يُؤمِن بِها ويَستَعِد للانسحاب منها، تمامًا مِثلَما انسحب من مُنظَّمات أُخرى مِثل اليونسكو ولجنة حُقوق الإنسان التَّابِعة للأُمم المتحدة، والاتِّفاق النووي مع إيران.

شعار “أمريكا أوَّلاً” الذي يَتبنّاه الرئيس ترامب ويُرَوِّج له ومَجموعة العُنصريين المُحيطين بِه، سَيقود حَتمًا إلى تدمير أمريكا والعالم بأسْرِه، إذا لم يَتحرَّك الأمريكيّون قبل غيرهم للإطاحةِ بِه وإدارَتِه في أسرعِ وَقتٍ مُمْكِن.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى