طقطقة الفستق الحلبي بين دمشق ومورك

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

في الشارع الممتد من ساحة الأمويين إلى الربوة ، توزّع بائعو الفستق الحلبي في سوق موسمي تباع فيه ثمار الفستق الحلبي بأسعار شعبية، وهو سوق أطفأته الحرب لعدة سنوات ، وعاد في الفترة الأخيرة وكأنه يستعيد عافيته.

في هذا الشارع كانت السيارات التي تمر باتجاه الربوة والمزة والشيخ سعد ومستشفى المواساة، تتوقف لتتسوق كميات من الفستق الحلبي على أساس الجودة ودون معايرة لأسعار حيث يشرع المواطنون بالتهام الفستق الحلبي في سياراتهم قبل الوصول إلى بيوتهم، إلا أن ارتفاع الأسعار هذه الأيام جعل الحركة بطيئة   والتسوق أقل بكثير بعكس سنوات ما قبل الحرب..

ولايزال صوت طقطقة الفستق الحلبي وهو ينضج على الأشجار يترامي على الطريق  العام قرب مدينة مورك الحموية، وهو يصنع لحنا ساحراً يتغنى به المسافرون الذين غالبا ماكانوا يوقفون سياراتهم أثناء السفر، وينصتون لسماع صوت الطقطقة التي تصدر عن تفتح الفستق الحلبي في موسم معروف في الحقول المترامية على طريق حماة / إدلب والمحاذية لمدينة مورك السورية التي نهشتها الحرب بقسوة.

والفستق الحلبي في سورية ثروة زراعية هامة معروفة عبر آلاف السنين، وهي من الثروات التي تضررت خلال الحرب وانعكست الصراعات على المنطقة التي تزرع فيها، فأوقعتها بعجز كبير، وتضررت آلاف الأشجار المثمرة هناك، وتضرر المزارعون، وخسر المسافرون صوت الطقطقة التي غالبا ماكانت تزداد، أو تصبح أكثر وضوحاً خلال الليل .

ووفقا لمصادر سورية مهتمة بموضوع  الإحصاء الزراعي بلغت كميات الإنتاج المقدرة من الفستق الحلبي في سوريا للعام 2018 نحو 55 ألف طن، وكانت سورية وصلت في العام 2013، إلى المرتبة الرابعة عالمياً في إنتاج الفستق الحلبي في العالم، بعد إيران، وأمريكا، وتركيا، وهذه المعلومة التي أورتها مصادر كثيرة تعبر عن واقع الحال لهذه الزراعة الشائعة في أواسط سورية ..

كانت ثمار الفستق الحلبي تكدس في صناديق خشبية كبيرة، أو بواسطة قفف من الجلد الأسود الذي يحميها من الرطوبة، وتعرض للناس في الأسواق الشعبية بأسعار معقولة، حيث يمكن للمواطن السوري أن يشتري الكيلوغرام الواحد قبل الحرب بمائتين وخمسين ليرة سورية، أي ما يعادل خمسة دولارات في أسعار ذلك الوقت، أما اليوم فيرجح أن السعر زاد قليلا عن قيمته بالدولار ، ولكن السعر الجديد المقابل لليرة السورية هو أعلى بكثير من الأسعار القديمة ، وهذا مايبطئ حركة السوق حيث انخفض دخل المواطن السوري أكثر من خمسة عشر ضعفاً.

أما بلدة مورك ـ التي سيطر عليها المسلحون خلال سنوات الحرب ، فإن سكانها الذين يعتمدون على هذه الزراعة عانوا الأمرين وقالت مصادر محلية إن الانتاج انخفض إلى ستة آلاف طن العام الماضي، لكن استمرار الحرب حال دون تسويق هذه الكميات.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى