كتاب الموقعنوافذ

عزيزي الله…

عزيزي الله…قلت يا أخت حدثيني عن الله… فأزهرت شجرة اللوز !

في ثقافة التأدب واللياقة لا يجوز رفع الكلفة مع الأهل والأستاذ والموظف الكبير والكاهن و…الله .
فالخوف أهم من الحب، والاحترام أهم من الرقّة، والتكتّم على المشاعر أهم من إظهار الانطباعات.
عادة الناس لا يكونون كما هم شفوياً، ولذلك ربما كانوا أكثر جرأة عندما يتراسلون ولا تلتقي العيون. ولكن للأطفال أن يقولوا ويفعلوا كل شيء… حتى يثبت العكس: حتى تصبح العصا في بلداننا هي المعلم، والسجن هو منزل الأخطاء، والصعوبات شكل الموزة القادم!
نحن لا نعلم الأطفال سوى أبجدياتنا، ولكنهم، كأحرار وخيالهم يسبقهم ويركبونه كحصان خشبي، يقولون لنا عندما يكبرون: لماذا أنتم بكامل هذه الشيخوخة؟ وفي الحقيقة نحن نقضي الأقسام الهامة من الحياة في العقل! ونصيحة  أحدهم تقول : “اقضوا ما تبقى من الحياة في …الطفولة !”
علّمنا أطفال كتبوا شعراً أن الشعر هو مسودة طفولة عميقة، وأنه… ليس شاعراً من فقد نعومة أظفاره:
من رأى منكم الهواء؟
لا أنا ولا أنتم رأيتم الهواء.
ولكن عندما يتمايل دخان الأسطحة…
يكون الهواء قد مرّ من هناك.
وعندما ترتفع تنانير البنات …
يكون الهواء قد مرّ من هناك .
وفي تجربة رفع الكلفة مع “الله” بوصفه أباً أو صديقاً، أو فكرة… هناك أطفال وجهوا رسائل له تبدأ بكلمة: “عزيزي الله”.
سأنقل بعض هذه الرسائل ـ وهي طبعاً غير عربية لأسباب نعرفها أولها الخوف بدل الحب، والاحترام بدل الرقة:

عزيزي الله :
“قابيل وهابيل ربما ما كانا ليقتلا بعضهما البعض جداً لو أن أباهما أعطى لكل منهما غرفة مستقلة، لقد جربنا ذلك، ونفع هذا الأمر مع شقيقي.”
عزيزي الله:
” أراهن أنه ليس بوسعك أن تحب جميع البشر في العالم. يوجد أربعة فقط في أسرتي ولم أستطع أن أفعل ذلك.”
عزيزي الله:
” إذا شاهدتني يوم الأحد في الكنيسة… سوف أريك حذائي الجديد.”
عزيزي الله:
من رسم هذه الخطوط على الخريطة حول الدول؟”
عزيزي الله:
من فضلك أرسل لي حصاناً صغيراً. ولاحظ أنني لم أسألك أي شيء من قبل، وتستطيع التأكد من ذلك بالرجوع إلى دفاترك.”
عزيزي الله:
” شكراً على أخي المولود الذي وهبتنا إياه أمس. لكن صلواتي لك كانت بخصوص…جرو. هل حدث خطأ ما.”
بدلاً من ان تجعل الناس يموتون ثم تضطر لصناعة بشر جديدين، لماذا لا تحتفظ بهؤلاء الذين صنعتهم بالفعل؟”
……………………
لو مثل هذه التجربة أقامتها مدرسة عربية وقادتها معلمة مع صغارها، ما الذي كان سيحدث؟ كم كلمة استغفر الله ستصعد إلى السماء؟
ممنوع رفع الكلفة التي تعني… الحب!
حرب أهلية مصغرة في مدرسة مختلطة !

26.04.2014

بوابة الشرق الاوسط_الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى