بين قوسينكتاب الموقع

أكثرية أم أقلية … !!

أكثرية أم أقلية… درج استخدام هذا المصطلح لتقييم حالة المزاج العام للشعوب، وانحيازها نحو فكرة أو سياسة أو مفهوم ديمقراطي تقوم عليه أسس الانتخابات نيابية كانت أم رئاسية، واتخاذ القرارات المصيرية والمحورية في حياتها،  وقد تبدأ من مستوى صف مدرسي .. حيث يتم اجراء انتخابات على مستوى الصف المدرسي لتحديد عريف الصف  ..الى أعلى المناصب وأكثرها حساسية كانتخاب رئيس جمهورية ….
وهو مبدأ يختلف من بلد لبلد ، ومن حالة لأخرى ..حسب سياسة ذلك البلد أو ثقافته ..
ولكنه يبقى مؤشراً مهماً يدل على مدى ارتباط المفهوم الديمقراطي بالمفهوم القبلي أو العشائري أو الطائفي .. أو انعزاله عنها وارتباطه بالمفهوم الفكري الشعبوي العام …
نجحت السياسة الديمقراطية في الغرب بعزل مفهوم الأكثرية والأقلية عن المفاهيم الضيقة، وأصبح هذا المفهوم مرتبطاً الى حد ما بالكفاءة .. والبرنامج الانتخابي .. ونمط السياسة المتبعة ونتائجها السابقة .. ورغبة التغيير والتطور .. وتجريب نمط جديد قد يحقق بعض التغييرات الايجابية.
أما في البلدان العربية فما زال مفهوم الأكثرية والأقلية مرتبطاً، وحتى يومنا هذا، الى حد كبير بالانتماءت الطائفية والقبلية والمحسوبيات ..
وكمثال عليه مجلس النواب أو الشعب العربي بشكل عام .. حيث غالباً ما تتوزع فيه نسب التمثيل  لتشمل تمثيل الحزب الحاكم بالمرتبة الأولى .. ومن ثم التمثيل الطائفي بالمرتبة الثانية ..  والتمثيل القبلي والعشائري بالمرتبة الثالثة .. معتمدة في تقييم شخوصها وأهميتهم على  الولاء للسلطة الحاكمة من جهة .. وعلى تمثيل الأكثرية الطائفية من جهة أخرى .. وغالباً ما تبقى المرأة العربية خارج نطاق نسبة التمثيل الحقيقية المناط بها رغم أنها تشكل أكثر من نصف المجتمع.. ويستعاض عنها بعدد محدد من المقاعد لا تزيد في أحسن الأحوال عن 10 بالمئة من نسبة المجلس .. وبالتالي ينحصر مفهومنا العربي بالتمثيل على مفهوم الولاءات والنسب الطائفية والقبلية والعشائرية بعيداً عن مفهوم الكفاءات ..
شعار رفعه شباب مصر في ثورتهم وقد ترك في قلبي عميق الأثر حين نادوا (( نريد قيادة كفاءات … لا محسوبية وولاءات ))
اضافة الى ما نراه اليوم من توجه المزاج  الشعبي العربي الى اعتماد التمثيل الطائفي الأكبر ليحدد بداية دين رئيس الجمهورية ليكون نصا صريحاً ضمن  الدستور… ليدخل بشكل صريح أو غير مباشر في  توزيع حتى المناصب الادارية  والرئاسية  ..
من واقع المجتمع العربي حالياً، وبعد البدء في كسر نيرالاستبداد والديكتاتورية ورغبته الجامحة ببناء مجتمع ديمقراطي حر .. يحضرني سؤال كبير أشبه بحلم يدغدغ ربيعي الخاص .. ترى ما هي السياسة الصحيحة، وكم من الوقت يلزم لنتحرر من عقود الاحتكار والاقصائية والاستبداد  لنصبح مجتمع كفاءات لا ولاءات ؟؟  ولتصبح الأكثرية ليست أكثرية طائفية أو عشائرية..إنما أكثرية فكرية بتنوع طائفي ؟؟؟؟
سؤال سيظل مرهوناً وبرسم ثمار ما يحصل من تغيير في وطننا العربي، وأعتقد أن الإجابة عليه ستكون محكومة بمدى جدية هذا التغيير من عدمه.

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى