أنسام صيفية

أهلا و سهلا بك يا كورونا ؟

أهلا و سهلا بك يا كورونا ؟.. لا بأس أن نوضح أولا المعلومات المتعلقة بالمشكلة الخطيرة التي تتعرض لها الحياة على كوكبنا الغالي.

يجب أن نفهم جيداً دورطبقة الأوزون الغازية التي تغلف الأرض كلها هو حماية الأرض من الإجتراق بأشعة الشمس لما فيها من أوكسجين ضروري للحياة ضمن كمية معتدلة إذا زادت عن حدها فإنها تحرق الأرض والحياة كلها ، غير أن تطور الصناعة والطب والتجارة في العالم أدى إلى بناء آلاف المصانع التي تلفظ مداخنها الضخمة كميات هائلة من الدخان السام و المحرق لطبقة الاوزون مضافاً إليها كميات ضخمة من النفايات الضارة التي تتخلص منها المستشفيات وبيوت السكن والمحلات التجارية وغيرها من أوساخ متنوعة برميها خارج محلاتها أو في حفر أرضية تسمم التراب إلى الأسلحة و زراعة المخدرات مما  يؤدي إلى تلوث البيئة في التراب كما في الفضاء مما أدى إلى تلوث البحار و الانهار و الينابيع …وإلى تمزيق طبقة الأوزون وإتساع الثقوب فيها مما يؤدي إلى إرتفاع درجة الحرارة على الأرض كما يحدث مؤخرا في العالم أجمع.

في مواجهة هذه الأخطار لاحظ علماء الرصد الجوي أن فصل الصيف تأخر بسبب تحسن حالة ثقوب الأوزون وقد تأكد أن اكبر ثقب للأوزون في القطب الشمالي قد انغلق مؤخرا بفضل قلة الإحتباس الحراري الذي نتج عن إغلاق آلاف المصانع وأن التلوث البيئي تناقص بنسبة 90 % و أضاف الدارسون أن تأخر الصيف يشمل كل دول العالم كما أشاروا إلى أنه بعد أربعة أشهر من أزمة ” كورونا ” فقط عادت الأرض لمثل ما كانت عليه في درجات الحرارة إلى ما كانت عليه قبل أربعة آلاف سنة ، وأن قطعان الغزلان بدأت تظهر في شوارع مدينة نارا اليابانية بعد توقف حركة المرور للناس و السيارات مؤخرا ، و أن الدلافين والبجع وأنواع كثيرة من السمك عادت تظهر في أقنية مياه البحر في مدينة البندقية في إيطاليا بعد توقف المراكب عن التحرك في تلك الأقنية و بالتالي توقف تعكر الماء في تلك الأقنية …

إن هجوم كورونا الشامل على العالم أجمع لأول مرة في تاريخ البشرية في وقت واحد هدفه كما يبدو مساعدة البيئة على أن تسترد الطبيعة التي لوثنا طهارتها ونظافتها فما عسانا نقول لكورونا الآن ؟.. هل نظل نشكو منها أنها حبستنا في بيوتنا وقضت على بعضهم ؟ أم أن الطبيعة تدافع عن نفسها ضد إفسادنا إياها ؟ يخيل لي أنني أقول أهلا و سهلا بكورونا إذا كان هدفها حقا إنقاذ طبيعة الكوكب من الإحتراق والجفاف وبالتالي من الموت مثل الكواكب الأخرى التي تدور مع الأرض حول الشمس منذ ملايين السنين وأن الأرض وحدها هي الكوكب الوحيد الذي يتمتع بالحياة والجمال وأننا نؤذيه نحن البشر العقلاء أكثر من الحيوانات والنباتات وأن الطبيعة تذكرنا ان الحياة مستمرة بعد رحيل كورونا عنا على أن لا نعود إلى إفساد الطبيعة من جديد بمداخن مصانعنا و نفايات مؤسساتنا وأسلحتنا وخصوماتنا وحروبنا …هل هذا ما تقوله لنا الطبيعة الأن و قد تحسنت طبقة الأوزون و عاد السمك إلى بحارنا و الطيور إلى سمائنا بفضل توقف مداخن مصانعنا و سياراتنا و خصوماتنا ؟

هل نقول أهلا و سهلا بك يا كورونا أنك تعليميننا كيف نحافظ على نظافة معاملنا و مستشفياتنا من الدخان و الفضلات و النفايات …؟؟؟…

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى