تحليلات سياسيةسلايد

إسرائيل تتراجع تحت التهديد: المنحة القطرية تسلك طريقها

مع استمرار الضغوط التي تمارسها الفصائل الفلسطينية ووحداتها الشعبية على طول حدود قطاع غزة منذ عدة أيّام، نقل الوسطاء، أخيراً، تراجع حكومة الاحتلال عن سياساتها ومعادلاتها التي حاولت فرضها خلال معركة «سيف القدس»، لتغدو قضيّة المنحة القطرية آخر صور التراجع من قِبَل تل أبيب. تراجعٌ جاء على خلفية مباحثات مكوكية جرت، خلال اليومين الماضيين، بين غزة ومصر وإسرائيل عبر الوسيط القطري الذي التقى كلّ الأطراف للوصول إلى صيغة تُرضي حركة «حماس» والفصائل الفلسطينية، في شأن آلية صرف المنحة القطرية، ولا سيما بعد رفض الحركة تدخُّل استخبارات الاحتلال والسلطة الفلسطينية في آليتها، واشتراطها إدخال جزء من المنحة لمصلحة الموظفين الحكوميين في غزة، كما كان الحال في السابق.

وعلمت «الأخبار» من مصادر فلسطينية، أن الوسيط القطري، السفير محمد العمادي، أبلغ حركة «حماس» بتراجع إسرائيل عن خطواتها السابقة بالتلاعب في الأسماء التي ستستفيد من المنحة، بالإضافة إلى موافقتها على إدخال جزء منها لمصلحة الموظّفين المدنيين في حكومة غزة. وعقد العمادي، على مدى اليومين الماضيين، عدّة اجتماعات في غزة مع قائد «حماس» يحيى السنوار، وفي إسرائيل مع مستشار الأمن القومي إيال حالوتا، بهدف التوصُّل إلى آلية تُرضي الحركة، بعد رفضها أخرى جرى حذف آلاف المستفيدين منها. وتصرّ «حماس» على إدخال المنحة القطرية وفق الآلية السابقة لمعركة «سيف القدس»، وهو ما وافقت عليه حكومة الاحتلال، إلّا أنها لا تزال تجد مشكلة في إدخال الأموال عبر الحقائب، وتبحث حالياً عن آلية أخرى يمكن من خلالها تجاوز هذه المعضلة. ونقلت الحركة، عبر الوسيط القطري، تهديداً شديد اللهجة إلى حكومة الاحتلال، من أن غزة ذاهبة نحو الانفجار والتصعيد على طول الحدود، باستخدام مختلف الأدوات الشعبية في المرحلة أولى، وأنها ستواصل التصعيد إلى حين تحقيق جميع المطالب التي تم نقلها عبر الوسطاء، وخاصّة تلك المتعلّقة بالمنحة القطرية وإعادة الإعمار. وبحسب المصدر، نقل الوسيط القطري إلى الحركة رغبة حكومة الاحتلال في المحافظة على الهدوء في قطاع غزة، وفي إيجاد آلية جديدة لإدخال المنحة، والسماح لمصر بالبدء في المرحلة الثانية من عملية الإعمار. وطالبت الحركة، عبر الوسيط، حكومة الاحتلال بالسماح بإدخال مواد الإعمار إلى غزة بعيداً من النظام السابق (يسمّى «السيستم»)، والذي كان يحدُّ من الكميات الواردة إلى القطاع. وفي الإطار ذاته، أبلغ القطريون حركة «حماس» بأن عملية البناء في القطاع ستبدأ فور إدخال مواد البناء.

ميدانياً، تواصلت عمليات إطلاق البالونات المتفجّرة على طول حدود قطاع غزة، وسط دعوات إلى تجديد عمليات الإرباك الليلي في مناطق مختلفة من الحدود، فيما أعلنت مصادر طبية إصابة مزارع فلسطيني جرّاء إطلاق النار عليه من قِبَل جيش الاحتلال، شرق جحر الديك جنوب مدينة غزة. في المقابل، كشفت مصادر عبرية أن جيش العدوّ بدأ يتحضّر لسيناريو التصعيد على جبهة غزة خلال الأعياد اليهودية، في شهر أيلول الجاري. وكإجراء استباقي، فرض الجيش الإسرائيلي إجراءات تمنع خروج الجنود والضباط في إجازات، فيما أوضح مسؤول في المؤسسة الأمنية، لقناة «كان» العبرية، أنه «يتمّ بذل كل جهد ممكن لمنع التصعيد». ولفت إلى أن الجيش قام بتعزيز قواته المنتشرة على الحدود مع القطاع وعند السياج الأمني، مؤكداً أن القوات على جبهة غزة في حالة تأهّب قصوى، وتم تعزيزها أيضاً بمعدّات ووسائل قتالية وآليات للدفاع الجوي، وكذلك تعزيز منظومة «القبّة الحديدة». ونشر موقع «واللا» العبري، مقاطع مصوّرة تُظهر نشْر جيش الاحتلال جدراناً إسمنتية على طول حدود قطاع غزة.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى