إسرائيل تخشى هجومًا إيرانيًا واسِعًا وتل أبيب: وضع الكيان مُماثِل لوضعه عشيّة حرب 1973 ونتنياهو كان صادِقًا عندما كشف عن حدثٍ أمنيٍّ مُهِّمٍ يُحتِّم حكومة وحدةٍ وطنيّةٍ

 

رأت مصادر إسرائيليّة وُصِفَت بأنّا رفيعة المُستوى أنّ الزعماء الثلاثة الذين قادوا الخط المناهض لإيران في السنوات الأخيرة، غارقون هذا الأسبوع، كل واحد على حدة، في أزمات صعبة داخلية: الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب تورط في قضية الفساد الجديدة في أوكرانيا التي ستكلفه للمرة الأولى محاولة عزل من قبل خصومه الديمقراطيين في الكونغرس، ومحامو رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو مثلوا يوم الأربعاء الماضي للمرّة الأولى لجلسة استماع بشأن لوائح الاتهام الثلاث التي تنتظره، أمّا ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان فغارق في ورطة معينة بشأن موت غامض لحارس والده الشخصي، إضافة إلى تجدد الانتقادات الدولية للمملكة في الذكرى السنوية لقتل الصحافي المعارض للنظام، جمال الخاشقجي، طبقًا للمصادر.

وتابعت المصادر عينها، كما نقل عنها المُستشرِق د. تسفي بارئيل، أنّ القيادة الإيرانية في المقابل، تمر بفترة معقولة رغم ضغط العقوبات الأمريكية والضائقة الاقتصادية في الدولة، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الهجوم المحكم والمدمر لمنشآت النفط السعودية في الشهر الماضي مرّ بدون ردٍّ عسكريٍّ من قبل أمريكا أوْ السعودية، بل إنّ الرياض توضح مرّةً تلو الأخرى بأنّها تؤيد حوارًا سياسيًا مع طهران.

عُلاوةً على ذلك، أوضحت المصادر واسعة الاطلاع أنّه بعد بضعة أيام على الهجوم ذهب الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى المؤتمر السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك واستقبل هناك بحماسة شديدة، مُضيفةً في الوقت نفسه أنّه في هذا الأسبوع نشر موقع “بوليتيكو” أنّ روحاني وترامب توصلا إلى تفاهم يتكون من أربع نقاط بشأن استئناف المفاوضات بين الدولتين بوساطة فرنسية، وكانا على وشك الالتقاء في القمة، وطبقًا للتقرير، فإنّ الرئيس الإيرانيّ، روحاني، وليس الأمريكيّ ترامب، هو الذي ألغى اللقاء في اللحظة الأخيرة، كما أكّدت.

على صلةٍ بما سلف تناولت محللة الشؤون السياسيّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، دانا فايس قضية دعوات أطلقها مسؤولون في كيان الاحتلال الإسرائيليّ لضرورة تأمين أوضاع أمنيّةٍ مُناسبةٍ لتشكيل “حكومة وحدة”، بالإضافة إلى الاستعداد والتجهز لأيّة مواجهة أوْ ضربة تستهدف العمق الإسرائيليّ بالطائرات المُسيرّة أوْ بالقذائف والصواريخ.

وطبقًا للمحللة، التي اعتمدت على مصادر واسعة الاطلاع في تل أبيب، فإنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعمل على استغلال الحاجة إلى أوضاع أمنية مستقرة من أجل تشكيل حكومة وحدة بأسرع وقت ممكن، مُضيفةً أنّه ليس الوحيد الذي تحدث عن حاجة أمنية فعلية من أجل تأمين الاستقرار السياسي، إذ دعا رئيس الدولة رؤوفين ريفلين في خطاب له بمناسبة أداء اليمين لأعضاء الكنيست الـ22 إلى ضرورة تأمين استقرارٍ أمنيٍّ عاجلٍ من أجل تشكيل حكومة وحدةٍ وطنيّةٍ، كما أكّدت.

ويبدو، شدّدّت المصادر عينها، أنّ الإصرار الإسرائيلي على تأمين الأوضاع الأمنية، جاء بناءً على مخاوف من أيّ تصرفٍ إيرانيٍّ هجوميٍّ مُحتملٍ في الخليج، خصوصًا بعد أنْ هاجم الإيرانيون السفن الدوليّة وأسقطوا طائرة التجسس الأمريكيّة واستهدفوا منشآت النفط في السعودية ومرّ كل ذلك أمام صمت من جانب المجتمع الدوليّ، على حدّ تعبيرها.

وطبقًا للمصادر في تل أبيب، أوضحت المُحلِّلة يتوقع المسؤولون أنْ يحاول الإيرانيون استخدام هذه الجرأة التي استخدموها في الساحة الدولية ضد إسرائيل، مشيرين إلى أنّ هناك إمكانية لاستخدام طائرات بدون طيّار تستهدف الأراضي الإسرائيلية، ما يؤكد أنّ حديث نتنياهو أمس عن الحاجة للاستعداد والتجهز بوسائل عسكرية مكلفة، هو كلام واقعي يجب التقيد به.

وخلُصت المُحلِّلة إلى القول إنّ نتنياهو يدرك أنّ هناك إمكانية لحصول حدثٍ أمنيٍّ مُهِّمٍ يخلط الأوراق السياسيّة ويُجبِر اللاعبين (الأحزاب الإسرائيليّة) على الانضمام بسرعة إلى “حكومة وحدة”، لذلك لم يسارع إلى إعادة التفويض الذي منحه إياه ريفلين لتشكيل الحكومة المقبلة، كما أكّدت.

أمّا المُحلِّل السياسيّ المُخضرم، أمنون أبراموفيتش، من القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، فقال أمس الجمعة في النشرة المركزيّة أنّه للمرّة الأولى يتحدّث نتنياهو بصدقٍ عن وضع إسرائيل الأمنيّ، وكم هو صعب، ناقلاً عن مصادر رفيعة في تل أبيب، من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، أنّ وضع إسرائيل اليوم هو كوضعها عشية حرب العام 1973، كما أكّدت مصادره.

جديرٌ بالذكر أنّ نتنياهو قال خلال مراسم أداء اليمين لأعضاء الكنيست الـ22 إنّ إقامة حكومة وحدة هو أمر الساعة، وأنّ هناك مبررًا أمنيًا واضحًا لذلك، مضيفا: نحن نُواجِه اليوم تحدٍّ أمنيٍّ كبيرٍ، وهو يكبر من أسبوع لأسبوع، ولفت إلى أنّه خلال الشهر أو الشهرين الأخيرين وبشكلٍ خاصٍّ في الأسابيع الأخيرة، هذا ليس إسفين أوْ نزوة، مَنْ يعرف التفاصيل يعلم كَمْ أنّ هذا الكلام صحيح.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى