أنسام صيفية

إلى أين يا بشر …(1) ؟!

إلى أين يا بشر…

لاشك أن الإنسان هو المخلوق الأرقى حضارياً من كل المخلوقات الأخرى من حيث طاقاته الفكرية الذكية ، غيرأنه بالرغم من ذلك يبدوأحياناً أكثر وحشية من الحيوانات المفترسة كالأسود والنموروالفهود ..بل حتى من الضباع ، حين نلاحظ أن معظم هذه الحيوانات لا تلجأ إلى إستخدام العنف إلا إذا كانت جائعة وهرب منها الحيوان الفريسة ، أو قاومها فإذا ظفرت بها أخيراً و أكلت من لحمها ما أشبعها هدأت وتوقفت عن عدوانها على الحيوان الأضعف منها ولا يقود إلى القتال إلا إذا جاعت مرة أخرى …أما الحيوان الأرقى الذي نسميه إنساناً كالصيادين في البحار والأنهار والغابات والبراري الأخرى فهم لا يتوقفون عن قتل الأسماك أو الطيور أو الحيوانات الأخرى التي يمكن بيعها ، أي أن الإنسان يمارس هذا الصيد العنيف لا لطعام له شخصياً في معظم صيده بل للمتاجرة وربح الأموال من بيعها في السوق.

وبهذا السياق العملي يمكن القول إن الإنسان يمارس جريمة القتل للحيوانات بشكل أقسى وأنه مع المبالغة في إستخدام أسلوب الصيد القاتل يسيء إلى البيئة الطبيعية أكثر من الحيوانات التي لا تملك عقل الإنسان وقدراته القوية والمتنوعة الفادحة.

يمكن القول إذن في هذا السياق أن الإنسان الذي يكثر من ارتكاب الشرور سواء قام بها شخصياً أو استأجر أناساً آخرين بالمال لإرتكاب جرائم القتل أو السرقة أو الخداع لمنفعته الشخصية أخطر من الحيوان الذي يمارس القتل دفاعا عن نفسه ضد من يهاجمه أو في سبيل تأمين غذاءه الحيوي من اللحوم فقط ، والطريق المؤسف في الوقت والعمل ذاته حين نلاحظ من خلال البحوث التي يقوم بها العلماء المتخصصون في دراسة البيئة الطبيعية وتطورها عبر الزمن و إستخدام البشر أو الحيوان الآخر لهذه البيئة أنا الإنسان البدائي كان أقل ميلاً إلى إرتكاب العنف أو الخداع تحقيقاً لمآربه الشخصية من الإنسان الذي كان يتطور في عيشه مع تطور الحضارات البشرية و بات أقوى من قبل من خلال إستخدامه الصيد كعمل تجاري رابح حتى ليمكن القول أن الإنسان الحالي الذي بات أقدر على إستخدام الصيد كتجارة أو السرقة كجريمة مبربحة أو الخداع كأسلوب ناجح في منافسة أمثاله أو خصومه من التجار والأثرياء أصحاب المشاريع الصناعية أو التجارية المتنوعة ، وبهذا المعنى يمكن القول أن البشر باتوا في الوقت نفسه أقوى وأقدر على التقدم في أساليب الحضارة المختلفة أو في الوقت نفسه أبرع في إرتكاب الخداع والجريمة رغبة في المنافسة التجارية الرابحة أو الإعتداء على الخصم في السوق بأساليب متنوعة أفدح في الأذى و الظفر في منافسة الخصوم تجارياً أو في أي نزاع قاس آخر …

– وللحديث صلة –

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى