ماذا جرى في 5 حزيران: من الثورة العربية إلى نكسة 67 ؟!

 

خاص باب الشرق

السائد هو إرتباط 5 حزيران بنكسة 1967، التي مازالت آثارها غائرة في النفس العربية. وشبه مجهول تاريخ 5 حزيران وعلاقته بإنطلاق الثورة العربية 1916، حيث أطلق الشريف حسين رصاصة بداية الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين، من بيته في مكة المكرمة.

مع تكريس معرفتنا وتشبعنا بهزيمة حزيران، ومع عمق جهلنا بتاريخ إنطلاق الثورة العربية ضد العثمانيين، فإن كلا الحدثين لم ينالا الدراسة الكافية واللازمة والحقيقية والعلمية، للوقوف على أسباب إنكسارنا في العام 1967 خلال ساعات؛ أو لمعرفة الطريق الذي جعل الثورة العربية تنتهي إلى عالم عربي منقسم ومفرق ومتحارب، وخاضع للغرب منذ الإنتداب حتى الآن..

أول ما يتبادر إلى الذهن سؤال يقول، هل أختارت إسرائيل 5 حزيران في 1967 لتلحق بالأمة العربية هذه الهزيمة لإلغاء 5 حزيران 1916 لحظة إنطلاق العرب بثورتهم للتخلص من الإستعمار العثماني؟؟ أم أن مصادفات التاريخ تحمل معاني للشعوب لتعود إليها كي تفهم حقيقة أحوالها ومآلاتها، وما عليها فعله لتجاوز عيوبها وتلافي مكامن ضعفها ..؟؟

هذا العام، غاب الإهتمام باسترجاع ذكرى النكسةعن العالم العربي. ربما – كما يقول أحدهم—لأن الهزائم التي جاءت بعد 67 فاقت بهولها ما في 5 حزيران، من الإقتتال الأردني الفلسطيني إلى الحرب الأهلية اللبنانية إلى اضطرابات الإسلاميين في الجزائر إلى دخول صدّام إلى الكويت، إلى الغزو الأميركي للعراق، إلى إغتيال الحريري، إلى الحرب الإسرائيلية 2006 ضد لبنان، إلى الحرب الإسرائيلية ضد غزة، إلى خراب ما سمي بـ ( الربيع العربي) وصعود الإرهاب التكفيري. مع كل هذه الهزائم، بهتت ذكرى 5 حزيران ونكسة 67، لهول الهزائم المتلاحقة على بلدان الأمة العربية..

ومنذ عقود غابت ذكرى الثورة العربية، وظهرت قوى عربية شيطنتها وطمستها، بفعل عصبية أو خصومة لا بفعل دراسة وفهم واستخلاص النتائج. وهذا ما يستلزم القيام به خاصة وأن تركيا التي أعلنت هذه الثورة ضدها، تعود اليوم محاولة إستعادة السيطرة العثمانية الجديدة على الإقليم، من ليبيا إلى سورية إلى السودان إلى غيرها.

إذا كانت 5 حزيران مرتبطة بإسرائيل، فإن 5 حزيران 1916 مرتبطة بتركيا العثمانية، وكلتاهما، إسرائيل وتركيا، تشكلان اليوم من جديد الخطران الأشد تهديداً للأمة العربية. من هنا ضرورة أن ندرس و نستوعب، و نفهم، وربما نصبح أكثر إستعداداً لمواجهتهما وكسر خطرهما . . ربما !!

باب الشرق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى