نوافذ

الأزمنة 19

الأزمنة 19

15 كانون الثاني/ يناير 2020

وقفت إمرأة متوسطة الحزن في رتل الغاز، نصف نهار بارد. حصلت على اسطوانتها. ركبت تاكسي. أوصلها السائق إلى البيت، صعد معها حاملاً الجرة إلى الطابق الرابع. وشكرته كثيراً. بعد قليل اكتشفت أن الجرة فارغة.

لقداستبدلها السوري البشع فينا.

جلست تبكي.

20 كانون الثاني/ يناير 2020

البرد أحد أنواع الذل.

و البرد سكين العظام البشرية.

البرد وجع ضرس جائع أمام وليمة.

البرد قميص وحيد على كتف شاب مبلول رأيته اليوم في الطريق يصطك بضمائر البشر.

فالبرد فقدان طفل لحضن أمه، كما نرى في شوارعنا هذه الأيام.

البرد بلا أخلاق، بلا ضمير، بلا قلب.

و البرد لص الدار، سارق المازوت، دولة الحرب، حرب الدولة.

البرد عصابة.

البرد كائن سوري مشوّه يغزو جلود السوريين.

البرد جعلني وأنا ساكن في بيت… لاجئاً في جلدي.

البرد يجعلنا نقدم طلب لجوء إلى حضن.

الأزمنة 19

29 كانون الثاني/ يناير 2020

منظر الفرح ، التشفي، المنتظر، بنكهة رجل دولة مهرج ومبتذل يتملق تاجر العقارات ترامب “رجل التاريخ”… كان منظراً مقززاً.

حفلة تهريج تنتزع من فلسطين اسمها الكبير ليسموها “فلسطين الجديدة”. كأن فلسطين هذه ضاحية جديدة في إسرائيل.

أنا واثق أنني سأعيش لأرى نتنياهو يسقط، كمهرج انتصارات، في حفرة وهويركض للاختباء من ضربة صاروخية من إحدى جهات الأرض.

سيقول في البداية: لم يُصب أحد بأذى.

ثم تتوالى الاعترافات.

وعلى المدى الطويل…

إسرائيل هي التي ستصبح ضاحية لفلسطين.

8 شباط/ فبراير2020

ليلة الصواريخ الإسرائيلية، كنت، أنا وكلبنا “سيمبا” نتفرج من النافذة على خطوط اللهب في سماء دمشق.

“سيمبا” يعوي على كل صاروخ.

أما أنا فكنت أحصي، بصمت، عدد قتلاي.

يا للأسف… مات اليوم “سيمبا”.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى