الإعلام ..أين ؟ ونحن أين ؟!

 

بعد كل حدث ارهابي  يموت فيه ابرياء نتيجة تحريض عنصري او ديني أو عرقي ..  تبدأ حملات إعلامية تحليلية تحريضية يقودها إعلام مسيس تابع ، او أشخاص مرضى موتورين ..  !! وتبدأ المرحلة نفسها التي تلي كل حدث ارهابي من بث الفتن والتعميم وإلقاء التهم واللوم والتحريض على الانتقام.

ما يثير في نفسي (  كما في كل مرة ) الذعر مما سيتبع !!!

الكره .. تعميق الأحقاد .. بث العنصرية .. التحريض ضد الآخر .. الانتقام من أي كان والذي يشبه المجرم بالدين .. باللون .. بالعرق .. أو حتى بالشكل !!

هل هي لعنة الدين .. أم لعنة العنصرية .. أم لعنة العرق .. او لون البشرة، او قد تكون على الأرجح لعنة البشرية !

فالعالم اليوم .. في ظل هذا الانفتاح غير المضبوط اخلاقيا وإنسانيا .. أو بالأحرى الفلتان اغير المسبوق اخلاقيا وإنسانيا .. يتسابق في استخدام كل وسائل التكنولوجيا والتواصل والإعلام ، لقتل الآخر وتمزيق انسانيته وقولبته ضمن شاشات صغيرة وقيادته بألعاب إلكترونية، وغسل دماغه بأخبار مفبركة كاذبة ليصبح اداة طيعة وسهلة التحكم بيد المتحكمين في سياسات العالم بما يتوافق مع مصالحهم الخاصة وسيطرتهم المطلقة على كل شيء، على حساب كرامة الانسان وأخلاقه وإنسانيته ..

العدل أن يحاسب كل من يقتل الآخر ليس فقط بالرصاص .. إنما بالكلمات .. بالتحريض .. بالكره .. بالثأر .. فالكلمات سلاح أقوى بكثير من الرصاص لأنه لا يقتل فقط ٤٩ شخصا .. إنما يقتل شعوبا بأكملها!

نحن اليوم في زمن انفلات الكلمة  التي من واجبنا ضبطها وعدم استخدامها لقتل الأخر والتحريض ضده !! علينا أن نعلم أبناءنا فن الكلمات وسحرها وقوتها في التعبير عن الرأي .. وأن نحارب الألعاب الإلكترونية التي تعلمهم ثقافة القتل والتدمير والتخلص من كل من يقف في وجههم وإنهائهم من الحياة بكبسة زر .علينا أن ندعو الى محاسبة المجرم فقط ، ونتعلم كيف نمنع هذا النوع من الجرائم من أن يتكرر ، لا ان نبحث عن من نلقي عليه اللوم!

علينا أن نتعلم كيف ننشر ثقافة الاحترام وتقبل الآخر وحرية المعتقد والفكر والرأي ..!!

علينا واجب كبير جدا ..أن نقدم لأبنائنا عالما جيدا قدر الإمكان ، وعقلا منفتحا حرا قدر الإمكان ، ومؤنة مناسبة من الانسانية ..!! علينا أن نقدم لهم التكنولوجيا ليستفيدوا من حسناتها ، لا أن تكون منبراً للتعبير عن العنصرية والكره والحقد ..

علينا واجب كبير جدا  لكي نشعر أننا فعلا استطعنا أن نقدم للبشرية والإنسانية  ولأولادنا عالما مقبولا ليعيشوا فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى