بين قوسينكتاب الموقع

التجييش الطائفي في سوريا .. لمصلحة من ؟؟؟

التجييش الطائفي في سوريا  فقد برزت منذ بدايات الأزمة السورية لغة اعلامية طائفية قائمة على التحريض الطائفي المبطن ضد أطياف المجتمع السوري المتنوع والغني والذي تميزت به سوريا عبر عصورها وتاريخها الحضاري العريق …
ظاهرة تذكرنا بما حدث في العراق منذ الغزو الأمريكي الى اليوم من تأجيج الصراع السني الشيعي .. والذي يتم تصديره الى سوريا منذ بداية الأزمة من حيث تصعيد لهجة التجييش والتحريض الطائفي بدغدغة مشاعر الانتماءات الدينية لاستثارة العواطف وكسب الدعم والتأييد فظهرت من خلال دعوات الجهاد ضد النظام من جهة .. ودعوات القضاء على العصابات الارهابية التكفيرية المسلحة من جهة أخرى ..حرب اعلامية شعواء يقودها فكر موتور متطرف ساهمت بجر المجتمع السوري بالداخل والخارج الى مستنقع الطائفية البغيض …
مشكلة حقيقية وعميقة بدأت تتجذر اليوم في المجتمع السوري ألا وهي انقسام مجتمعي حاد قائم على الطائفية وان لم تكن على الأرض بشكل واقعي محدد من حيث التقسيم .. فهي انقسامات نفسية شعبوية تتخندق خلف الانتماء الطائفي الضيق واعتبار من ليس من نفس الطائفة فهو في الجبهة الأخرى .. انقسام قائم على الفكر العصابي بدل من قيامه على فكر سياسي ناضج من حيث الانتماء السياسي فقط بين موالٍ ومعارض .. فأصبح مفهوم الموالي والمعارض قائم على الانتماء الطائفي ويتم فرزه والتعامل معه على هذا الأساس … مشكلة تخلق أزمة كبيرة في مجتمع اعتاد أبناؤه التعايش والتشارك بعيداً عن المفاهيم الطائفية الضيقة المباشرة.. رغم أنه لا يمكن اغفال أن سياسة النظام على مدار خمسة وأربعين عاماً  مضت كانت قائمة على سياسة القمع والاستبداد وكم الأفواه وسياسة الحزب الواحد والفكر الواحد.. مما ساهم في ترسيخ الانتماء الديني الضيق على حساب الانتماء الوطني وعززت المفاهيم الاقصائية، والتي بدأت تتبلور اليوم في منحى سير الأمور في سوريا ، يرسخها أسلوب تعامل النظام والمعارضة مع الأزمة السورية والاعلام الذي يتبارز فيما بينه على انتزاع الدعم والتأييد والتعاطف العالمي باظهار وحشية ودموية وتطرف الطرف الأخر … واليوم مع غياب المعارضة الداخلية السياسية بسبب سياسة القمع والتصفية والاعتقال التي اتبعها النظام ..وتموضع المعارضة السياسية في الخارج والتهائها بكسب رضا الخارج واهمال الداخل، نجد فراغاً سياسياً على الأرض يملؤه المال والفكر المتطرف … ليزيد الشرخ والانقسام …
لمصلحة من يتم التجييش الطائفي هنا وما الهدف وراء هذا الزخ الاعلامي الكبير لاضفاء صبغة طائفية على الثورة السورية وعلى سياسة النظام بتعامله معها  ؟؟؟
هل هي مرحلة الافلاس السياسي والعجز الفكري المنطقي والتمترس خلف هدف كسب المعركة بغض النظر عن النتائج .. ؟؟
ولماذا كل هذه المماطلة من الغرب وروسيا والصين على حل الأزمة السورية ؟؟؟
فالطائفية أقذر سلاح قد تجعل متبنيها يكسب المعركة ولكن على أشلاء وطن متعب من الدمار .. منهك من القتل .. محطم من الكره والحقد والانقسام ..وهذا ما بدأت تعاني منه سوريا اليوم …. !!
أهو التقسيم ؟؟ !! أم الاصرارعلى تحوير الأمور لما فيه مصلحة اسرائيل ؟؟؟ أسئلة برسم طرفي الصراع.

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى