صناعة التسول ، وحكاية الطفل غيث !

خاص :

انشغلت أكثر من وسيلة إعلام سورية بموضوع على غاية الأهمية له علاقة بالتسول، والتسول خلال الحروب وبعدها يزداد عادة، فخراب البيوت العامرة هو ظاهرة معروفة، وتشرد الأطفال والأسر والسكان هو نتيجة من نتائج الحرب، فكيف إذا تعرض نصف عدد السكان لكوارث الحرب والإرهاب والاقتتال والانتقام وابتزاز العصابات ؟!

اتسعت ظاهرة التسول في سورية، وعجزت مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية عن سد متطلبات عشرات الألوف من أصحاب الحاجة ، إلى الدرجة التي ترى فيها مواطنا يرتدي ملابس جيدة وبأناقته الكاملة يقف في وسط جموع المصلين في المسجد أو الكنيسة، ويطلب إنقاذ أسرته من الجوع والبرد والمرض !

والسوريون مثل كل خلق الله يتعاونون ويقدمون المساعدة قدر المستطاع، لكن السؤال الآن كبير جدا : ماذا لو كان التسول وسيلة من وسائل النصب والاحتيال وتقوده شبكات سرية ؟!

سؤال مهم، وتنعكس الأجوبة الكثيرة عليه على عمل الخير نفسه، فهل سيتلكأ الناس ذات يوم في تقديم العون أو حتى الصدقة للمتسولين الذين يصادفونهم هنا وهناك نتيجة التشكيك بحاجتهم؟!

في حي جرمانا السوري القريب من دمشق ترامت تفاصيل قصة من هذا النوع ، عندما فقد طفل صغير اسمه ((غيث))، ولم يعد إلى منزله رغم حلول الليل، فقامت قيامة أسرته وراح أفرادها يبحثون عنه في كل مكان ، وتكثف صحيفة قاسيون التي نشرت تحقيقا عنه الحصيلة كما يلي :

الطفل «غيث» ذو السبع سنوات اختفى من «مدرسته»، حتى تم العثور عليه بوضع «مزري»، حيث كان «مرمياً خارج أحد المنازل على أطراف مدينة جرمانا، بلباس رث، ووضع صحي سيء».

في الرواية الأولى، وجد «غيث» في منزل امرأة تدير مع زوجها وبعض أقرباءها شبكة أطفال تحت سن الـ10 سنوات، للتسول لحسابها ضمن جرمانا، وفي الرواية الثانية كانت هناك تفاصل أكثر إيلاماً.

أي أن الخطورة كانت في أن غياب الطفل غيث يعود إلى تشغيله من قبل شبكة للتسول، وقد تداخلت المعطيات الصحفية في القضية فالصحفي خلدون قسام، مدير شبكة أخبار جرمانا، يقول إنه أول من تلقى شكوى «أم غيث» عن فقدان ابنها «بظروف غامضة»، وفي الرواية الثانية، أن «السؤال عن غيث تم في حيّه وبين رفاقه، وليس في المدرسة، حيث تبين لاحقاً أنه متسرب من التعليم هو والطفلة التي قيل أنها تروج للتسول في المدرسة».

وفي التفاصيل تقول صحيفة قاسيون إن فريق البحث عن الطفل، بدأ بسؤال المتسولين عن شكل «غيث»، و»هنا بدأ اسم «مروى» بالظهور»، على حد تعبير أحد الشهود الذي تابع: «جميع من سألناهم من متسولين كانوا أطفالاً صغاراً، وجميعهم عرفوا «غيث»، وقد استمر البحث حتى الليل، حينها عدنا لمتابعة البحث في اليوم التالي».

وأضاف «سألنا الأشخاص المتسولين نفسهم وأغريناهم بالمال أحياناً، حتى وصلنا إلى مكان تواجد «غيث» في حي النسيم، ووجدناه مع عشرة أطفال ضمن منزل المدعوة مروى».

إذاعة ((ميلودي إف إم)) المحلية إضافة إلى شبكة أخبار جرمانا وصحيفة قاسيون أجرت حوارا مع الصحفيين خلدون القسام وحازم عوض وأثيرت المسألة من جديد، ثم استضاف البرنامج التلفزيوني ((سلطة الصحافة)) الصحفي قسام منفردا وتم تسليط الضوء تلفزيونيا على القضية ، وأصبحت المسألة في عهدة الأجهزة المختصة حيث تم اعتقال «مروى» وزوجها وابنها، وهم مشغلين للأطفال بالتسول، مع مشغل رابع وهو والد الطفلة «عُلا» التي تروج عمل التسول بين الأطفال، وهي متسربة من المدرسة أيضاً»، وفقاً لما أعلنته ناحية جرمانا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى