تحليلات سياسيةسلايد

السودان | حمدوك يعود إلى السلطة بعد «اتفاق» مع البرهان… والآلاف يحتجّون

وقع القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الذي كان تمّ إعفاؤه من مهامه، عبد الله حمدوك، اليوم في القصر الجمهوري بالخرطوم، اتفاقاً سياسياً أعاده إلى منصبه، وألغي قرار إعفائه، وسط تظاهر آلاف السودانيين الذين هتفوا ضدّ الاتفاق على الرغم من قمع الشرطة لهم.

وقبل مراسم التوقيع، وصل حمدوك إلى القصر الجمهوري في أول ظهور بعد ساعات من رفع الإقامة الجبرية عنه منذ قرارات البرهان بحل مؤسسات الحكم الانتقالي الشهر الماضي، وإعلان حالة الطوارئ، واعتقال معظم القادة المدنيين في السلطة وإنهاء الاتحاد الذي شكله المدنيون والعسكريون.

أما تفاصيل الاتفاق السياسي التي شملت 14 نقطة، فكان في مقدمتها، تولي حمدوك مجدداً رئاسة الحكومة وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والعمل على بناء جيش قومي موحد، وبذلك، جدد البرهان «الثقة» بحمدوك ووجه له الشكر على «صبره وصموده» طوال الفترة الماضية.

في المقابل، قال حمدوك إن من الأسباب الرئيسية التي احتكم إليها للتوقيع على هذا الاتفاق هو «حقن دماء السودانيين»، مشيراً إلى أن «التوقيع عليه يفتح باباً واسعاً لمعالجة كل قضايا الانتقال وتحدياته»، مضيفاً: «فلنترك خيار من يحكم السودان لهذا الشعب العظيم».

من جهته، أعلن تجمع المهنيين السودانيين، الذي لعب دوراً محورياً في الانتفاضة التي أسقطت الرئيس السابق عمر البشير عام 2019 رفضه الاتفاق في بيان شديد اللهجة. وذكر البيان أن «اتفاق الخيانة الموقع اليوم بين حمدوك والبرهان مرفوض جملةً وتفصيلاً، ولا يخص سوى أطرافه، فهو مجرّد محاولة باطلة لشرعنة الانقلاب الأخير وسلطة المجلس العسكري». واعتبر التجمع أن هذا الاتفاق يعد «انتحاراً سياسياً» لحمدوك.

كما رفضت قوى إعلان الحرية والتغيير وهي الكتلة المدنية الرئيسية التي قادت الاحتجاجات المناهضة للبشير، ووقعت اتفاق تقاسم السلطة في العام 2019 مع الجيش، رفضت الاتفاق. وقالت في بيانها: «نؤكد موقفنا الواضح والمعلن سابقاً أنه لا مفاوضات ولا شراكة ولا شرعية للانقلاب».

من جهتها، رحّبت الأمم المتحدة بالاتفاق لكنها اعتبرت أنه يجب الرتكيز على «الحاجة إلى حماية النظام الدستوري للمحافظة على الحريات الأساسية المتمثلة بالتحرّك السياسي وحرية التعبير والتجمّع السلمي».

وعلى الصعيد الشعبي، واصل آلاف السودانيين احتجاجاتهم في الخرطوم ومدينتي كسلا وعطبرة شرق وشمال البلاد، رافضين الاتفاق السياسي الجديد.

وفي المقابل أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين خرجوا مساندين للحكم المدني قرب القصر الجمهوري بوسط الخرطوم

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى