افتتاحية الموقع

السودان وتعطيل نظام الاستقرار الإقليمي في مهده !!

لم تكد بشائر الاتفاق السعودي الإيراني تعد بنظام إقليمي مستقر حتى انفجر السودان مبشرا بحرب طويلة، ما جعل الإقليم في حالة اشتعال من جديد. فمن هو لا يريد استقرارا عبر نظام إقليمي جديد؟؟ وكيف أنفجر السودان وأشتعل و بأي قوى ؟؟ وما مآل صراع الجنرالين السودانيين على السلطة ؟؟؟

إذا كانت التهدئة في اليمن بوابة الاستقرار للإقليم حسب المسعى السعودي الهادف للاستثمار والتنمية في المنطقة، فإن انفجار السودان بوابة إشعال بؤر التوتر الإقليمية الساخنة أو المشلولة بشكل يعيق أي استثمار أو تنمية عبر التوتير والحروب والصراعات، وهذا ما يعيق أو يؤخر إنجاز أي استقرار في المنطقة يمهد لنظام إقليمي يسمح للسعودية باتمام مشروعها في التنمية والازدهار عبر المنطقة و المسمى 2030، ويتيح لإيران أن ترتاح من الصراعات وما يترتب عليها من أعباء وعداوات. وبدلا من أن تكون التهدئة في اليمن سبيلاً لاستقرار المنطقة، صار السودان مركزاً متفجراً يشعل النيران فيها ويعرقل إتمام النظام العالمي للإستقرار المأمول…
‏والواضح أن إنشغال وسائل الإعلام المنتشرة بأخبار الصراعات اليومية، ثم الاستغراق في عمليات ترحيل الجاليات الأجنبية والسعي وراء تصريحات كل من طرفي الصراع، كل ذلك أعمى الرأي العام العربي وشغله عن حقيقة ما يجري باعتباره نسفاُ لمساعي الاستقرار في المنطقة، و درساً جديداً من دروس خطورة شبق العسكر للسلطة وتضحيتهم بأمن وأرواح شعوبهم في سبيل الاستحواذ على كرسي الحكم. حيث ان ما يجري في السودان ليس أكثر من صراع جنرالين على كرسي السلطة. وكل منهما يتسلح بقوى إقليمية ودولية دفعته أو ورطته في هذا الصراع المدمر للوطن والشعب والمنطقة.

‏وإذا كان صراع السودان نسفاً لاستقرار المنطقة الذي تقوده المملكة العربية السعودية، فمن صاحب المصلحة بهذا التفجير؟؟ قد يكون للأمريكان يد في هذه الحرب خاصة وان وزير خارجية أميركا اعتبر أن الاتفاق السعودي الإيراني (مجرد فخ) وهناك من يرى أن قوات فاغنر الروسية تقف وراء الدعم السريع في إشعال الحرب. والبعض لا ينسى إسرائيل التي رأت الاتفاق السعودي الإيراني تهديداً لأمنها ومستقبلها، خاصة وانه ينفي إمكانية التطبيع السعودي معها. كما أن الصين ليست بعيدة عن السعي للسيطرة على البحر الأحمر الذي يشكل السودان حلقة أساسية في التحكم به..

‏مهما كان، فإن ما يجري في السودان جريمة شبق العسكر للسلطة، وسعي قوى إقليمية ودولية لإشعال المنطقة عبر تفجير السودان ولزعزعة استقرار المنطقة عبر إستدامة الحروب المشتعلة أو المشلولة، وتمديد الجمود السياسي والاختناق الاقتصادي في دول المنطقة، من العراق إلى لبنان إلى الأردن إلى سوريا واليمن وليبيا وهذه السودان تنضم لتكون بؤرة الانفجار وعامل الانهاك الجديد ومشعل الفتن والتوتر ألمتفاعل و المتمادي.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى