نوافذ

الصفر النفسي

الصفر النفسي … من   الجدير بمجتمعات انخرطت بكامل لياقتها الشريرة، بالعنف المفتوح الاحتمالات…أن تخترع “علم نفسها” الخاص بها،”و”علم اجتماعها” الخاص بها.

وذلك لأن تجربة كل بلد تلد خصوصياتها، فمثلاً منسوب العنف في تونس منخفض بالقياس إلى كل حالات ما يسمى الربيع العربي . ومصر لم تصل إلى ، في حين أن منسوب العنف في سورية والعراق قد تجاوز المتوقع، الأمرالذي يجعل الحضارات، بوصفها قواعد رسوخ الأمم، موضع تساؤل: ما الذي أورثه حمورابي؟

وما الذي فعله الآشوريون، والكلدانيون والسومريون، وكل آلهة الخصب في بلاد ما بين النهرين؟ إن كل حضارة “تدمر” احتاجت  مرة: إلى قائد روماني متطرف ومنتصر، ومرة لأقل من ألف مسلح قبل عامين… ليدوسوا على “زنوبية” الحضارة في تدمر.

لنخرج إلى فكرة الخصوصية، وسيقول أجد الأساتذة إن هناك ما يسمى “الصفر النفسي” وهو المصطلح المقترح الدال على العودة بالإنسان المدني إلى مكونات الوحش القديم الخائف والبردان والذي  يتركه قطيعه وحده لمصيره عندما يصبح في حاجة إلى المساعدة على البقاء.

الصفر النفسي هو العنف الذي يغذي الشخصية،  في الحروب، وفي كل مفردات الكراهية، ويعطيه على نحو يومي وجبته من فائض القسوة، حتى لا نستطيع أن نفهم لماذا تتم، بسرعة هائلة، مشاجرة على أحقيّة المرور؟ ثم تتطور المشاجرة إلى مجزرة رشاً ببندقية حربية. ويسأل الشاهد: السوري بطيء، فلماذا هو مستعجل؟ عندما يرتكب “السيارة”؟

أنت لا تفهم، إن على ضوء “الصفر النفسي”، لماذا انعدم ضمير البائغ، واستكان احتجاج الشاري؟ أنت لا تفهم، إلا على ضوء الصفر النفسي هو إزالة الحاجز الأخير للعبور إلى ورشة تصنيع أخلاق جديدة، يكون كل شيء فيها مباحاً، وخارج المدى المجدي لعقوبة المجتمع… “الصفر النفسي” لا يكترث بالازدراء. حيث لا يستحي من آراء التبول في الشارع، وعكس الريح…. فلوث نفسه ولوّث غيره ولم يكترث.

إذا هو  حالة حسيّة بارتفاع سعر كل شيء وانخفاض “قيمة” كل شيء… وبالتالي ازدياد الفرق بين القيمة النقدية والقيمة المعيارية (في الحقل الأخلاقي).

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى