الفنان التشكيلي السوري نذير اسماعيل: لم تعجبه وجوهنا فرحل !

دمشق ــ خاص:

رحل الفنّان السوري نذير إسماعيل (1948- 2016)، ويعرفه النقاد بأنه كان يرسم الكائن الإنسانيّ نحيلًا شاحبًا، من أجل التأكيد على عزلته ووحدته ، لم يمل من رسم هذا الكائن، لكن الإنسان السوري الذي ارتسم اللون الرمادي على ملامحه منذ حرب السنوات الست التي لم تنته كان في روحه .. فقد أعلنت صحيفة الثورة في مقال موسع خاص عنه كتبه أديب مخزوم أن الأوساط الفنية خسرت الفنان التشكيلي نذير إسماعيل، الذي يعتبر أحد أكثر التشكيليين السوريين غزارة في الإنتاج والعرض، على مدى أكثر من نصف قرن، وتجربته عموماً اعتمدت على خليط المواد المختلفة «ميكست ميديا» وذهب من خلالها لقول انفعالاته بعيداً عن أي قيد، حيث كان يقوم بتبسيط العناصر والأشكال، وتميز في كل مراحله ببحثه الدائم والمتواصل، عن مناخات بصرية وتقنية خاصة.

كان نذير اسماعيل قد شارك قبل عدة أشهر في معرض لتكريم عفيف بهنسي إلى جانب لوحات محمد غنوم وأنور الرحبي ومحمود جوابر فأعاد طرح موضوعه المفضل ( الوجه) الذي سبق وقدمه، بطرق مختلفة، في معظم معارضه السابقة، و أراد من خلاله الوصول إلى صياغة عمل تشكيلي، يحمل بعض الإضافات الجديدة، على الصعيدين التكويني والتلويني. واللافت في إطلالته الأخيرة، أن الوجه الإنساني كان له مثل العادة، الحضور المكثف والبارز وبطريقة بانورامية ومتتابعة.‏

هذا الجانب دفع الناقد والروائي خليل صويلح ليكتب عنه إنه أمضى نصف قرن في متحف الوجوه ، وقال : لا نعلم عدد الوجوه التي كان يختزنها نذير إسماعيل (1946 – 2016) خلال شهقاته الأخيرة، إذ باغته الموت الأربعاء 12 تشرين الأول 2016 ، قبل أن تكتمل ملامح وجوهه على قماشة اللوحة.طوال نصف قرن من العمل الشاق، أودع هذا التشكيلي السوري البارز مئات البورتريهات في متحف الوجوه. وجوه فزعة، وأخرى مطمئنة، وثالثة تعيش قلقاً عميقاً. عيون مغمضة، وأخرى مفتوحة باتساع، ذلك أن هذا التعبيري المشّاء ظل يطارد كائناته في أحوالها المتبدّلة من دون هوادة، كأنه يرسم لوحةً واحدة. ربما كان يفتش عن وجه أبيه الذي لم يره إلا في صورة فوتوغرافية قديمة، هو الذي نشأ في ملجأ للأيتام.

ملاحظة مهمة في هذا الرثاء للفنان نذير نبعة، الذي نقرأ أيضا عن علاقته باللون التي بدأت باكراً خلال زياراته إلى مشغل خاله لصناعة البسط. فقد كان يسلّي عزلته بوضع خيوط الصوف في كأس ماء ويراقب عملية تحلّل اللون بدهشة، كما كان عبوره اليومي أمام دكان الرسّام الفطري «أبو صبحي التيناوي» الملاصق لبيت جدّه في دمشق القديمة فسحة سحرية لاكتشاف قيمة الخطوط والألوان التي كان يبدعها هذا الرسّام في تصاويره الشعبية، ويورد خليل صويلح ماقاله نذير اسماعيل عن ذلك:

«كنت أقف متأملاً تلك الرسوم البديعة، وكيف كان أبو صبحي لا يتوانى عن وضع ذيل حصان عنترة، أو سيف الاسكندر ذي القرنين خارج الإطار، إذا لم تكفه رقعة الزجاج التي كان ينقش شخصياته فوقها».

في التعريف الذي نشره موقع اكتشف سورية الرسمي نقرأ عن نذير إسماعيل أنه من مواليد دمشق عام 1948 ، وأنه درس الفن دراسة خاصة، وكان متفرغا للعمل الفني منذ عام 1987، وأن أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية، والمتحف الوطني بدمشق، ومتحف دمّر،و المتحف الملكي بعمان ـ الأردن، وقصر الشعب في سورية، والمتحف الوطني بقطر، والعديد من المجموعات الخاصة في كثير من دول العالم.

كما نقرأ عنه أنه أقام العديد من المعارض الخاصة في دمشق، حلب، اللاذقية، درعا، دير الزور، بيروت، عمان، دبي، القاهرة، باريس، فاميك، جنيف.

أما الجوائز التي حصل عليها فهي :

عام 1971 الجائزة الثالثة للفنانين الشباب، دمشق.
عام 1980 جائزة إنترغرافيك في برلين.
عام 1996 الجائزة الثالثة في بينالي الشارقة الأول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى