بين قوسين

انا أتساءل !!!

الجميع دون استثناء يشتكي من الخذلان !!!

الكل مصدوم ومقهور من كمية الغدر والخيانة ، قلة الأصل والأخلاق ، ونكران الجميل ووو…. التي باتت سمة عامة مشتركة  تواجهها مع اقرب الاصدقاء والناس.

بوستات متنوعة تغزو العالم الافتراضي وتطرح سلبيات العلاقات حاليا .. وصدمة الناس من سطحية وضحالة هذه العلاقات ، والتي اصبحت قائمة على مصالح آنية أنانية ..

ضيق الصدر وعدم الرغبة في استيعاب ضغوطات الحياة وأخطاء الشريك والصديق والأخ..

غياب التبرير .. حضور الانا .. و الأحكام الجائرة ، النقد اللاذع .. التنمر الجارح ..

مواقف صادمة تترك ندبا وجروحا مؤلمة وصعبة الشفاء .. لتتوجها الاغاني الدارجة الرائجة في هذه الفترة حاليا والتي تحاكي الواقع وتعبر عنه  بفجاجة ..

(( انا اللي بيعتهم ..اني دهب ما انباع انا اللي بيعتهم .. وطز بعشرتهم ))

(( و اكبر غلطة بحياتي.. عليت واحد واطي .. ))

(( وخايف هزك يا غربال .. لاقي تحتك اصحابي .. ))

ووووووو

مجموعة من المطربين الشعبويين .. اللذين يتكلمون الواقع بكل فجاجة ووضوح ويلامسون قلوب الناس .. والناس تستمتع لهذه الأغاني .. تستمتع بها،  تغني معها .. تصرخ معها وتتمايل عليها .. وتفرغ غضبها … الكل يدبك ويصرخ ويعبر …

ظاهرة متفشية ، غريبة ، مؤلمة ومنتشرة لحد الذهول بين الناس في كل المجتمعات دون استثناء وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وفي رحاب الفضاء الأزرق …

الكل ينعي ويشكي .. يتغنى بأصالة الماضي ويندب سوء الحاضر

انها مفرزات الحرب .. الكورونا .. زمن الانفلاش الاخلاقي وقمع الحريات ..  والحريات غير المضبوطة.. فوضى اللا حدود ..

ليحلق في رأسي كواحدة من هذا العالم المخذول  لو أن كل هؤلاء  الناس المخذولة والتي يجمعها قيم واخلاق ما زالت تتغنى بها وتبكي عليها..  تستحضر بشوق وحرقة الزمن الجميل ، وتتباكى على الصداقة الحقيقية وتترحم على ايام القيم والأصل والأخلاق.

كل هذه الفئة المخذولة لو أنها تجتمع  مع بعضها البعض ، وتحب بعضها البعض وتثق ببعضها البعض ،اليس هذا حل جيد لنعيد احياء القيم والاخلاق و ليتحسن الوضع ، ويعود لنا الأمل ويصبح الفيس بوك وردي والعصافير تزقزق من جديد ؟؟؟

أنا أتساءل !!!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى