انتخابات الكنيست 2019: نتنياهو ينتصر في معركة خاسرة

 

بعد أربع ولايات في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، يبدو أن بنيامين نتنياهو مصمّم على الترشّح لولاية خامسة في الانتخابات المبكرة التي ستجري في نيسان/ أبريل المقبل. وفي حال نجاحه، سيحاول إجبار شركائه المستقبليين على الموافقة على سنّ «القانون الفرنسي» الذي ينصّ في بنوده على أنه لا يجوز محاكمة رئيس وزراء خلال فترة ولايته. وعلى هذه الخلفية، اعتبرت صحيفة «هآرتس» أن الاستحقاق الانتخابي المقبل للكنيست بمثابة «تحذير حقيقي»؛ إذ إن انتخابات عام 2019 «هي واحدة من بين الأحداث المصيرية التي عرفتها إسرائيل خلال سنوات عمرها السبعين». السبب هو أن إسرائيل تذهب هذه المرّة إلى انتخابات سيشكّل حكومتها، كما تشير الإحصاءات، رجل سياسي تتهمه الشرطة والنيابة العامة، على الأقل، بقضيتي فساد وتلقي رشىً.

هذا الرجل (نتنياهو) مصمّم أكثر من أي وقت مضى على أن يُنتخب للمرة الخامسة. وعندما يفوز، سيكون قرار المدعي العام في قضيته بمثابة «مسألة حياة أو موت». لكنه، مع ذلك، «سيكون حينها قد أصبح رئيساً للحكومة منتخباً حديثاً للمرة الخامسة، سيقول في جلسة الاستماع أمام القاضي إن الناس اعطوني الثقة والشعب صاحب السيادة»، كما يشير المحلّل السياسي في «هآرتس»، يوسي فرتر. ويضيف أن «نتنياهو سيعبر المئة يوم الباقية للانتخابات، لكنه أضعف هذه المرّة من أي وقت مضى خلال الأشهر الستة الماضية». فبحسب استطلاع رأي أجرته «شركة الأخبار الإسرائيلية» (القناة الثانية سابقاً)، فإن 52 في المئة من الجمهور الإسرائيلي لا يريدونه رئيساً للوزراء، في مقابل 34% يؤيدون بقاءه (مع ذلك حصل على أعلى نسبة بين الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة)». وعندما سُئل هؤلاء عمّا إذا كان يتعيّن عليه الاستقالة من رئاسة الحكومة إذا ما ثبتت الاتهامات ضده، أجاب 62 في المئة بأنه يجب أن يستقيل.

الأيام المئة الباقية للانتخابات ستشهد صراعاً بين الأقطاب السياسية في إسرائيل، الثابت الوحيد فيها تخلي نتنياهو وحزبه (الليكود) عن الأخلاقيات المتبعة في مواجهة المنافسين والخصوم. ويبدو أن الحملة قد بدأت اليوم بتهديد مسؤولين من «الليكود» المستشار القضائي للحكومة، أفيخاي مندلبليت، بأنه سيتعرض لهجوم كبير من جانب الحزب إذا ما حاول تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو خلال المعركة الانتخابية. وبحسب ما نقله الكاتب السياسي لصحيفة «إسرائيل اليوم»، ماتي توشفيلد، قال مسؤولون في «الليكود» إنه «إذا قرّر مندلبليت تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو، خلال المعركة الانتخابية، فإنه سيتحول إلى هدف لهجوم عنيف من كبار المسؤولين في الحزب، من دون احترام مكانته، وستوجه الحملة الانتخابية ضده».

من جهة ثانية، سيتعرض مندلبليت لهجوم من قبل خصوم نتنياهو، إذا ما تردد في تقديم لائحة الاتهام، ما يعني أنه في كلتا الحالتين سيكون عنصر ترويج في الحملات الانتخابية للطرفين. وبحسب توشفيلد، قال نتنياهو في جلسة مغلقة جمعته أخيراً بشركائه في الحزب، إنه «لا يعتقد أن المستشار القضائي للحكومة قد يجرؤ على تقديم لائحة اتهام ضده»، مضيفاً أنه «مع بدء محاكمته، سيكون مجدداً في منصب رئيس الحكومة».

وبحسب مسؤولين في «الليكود»، فإن «الائتلاف الحكومي المقبل (تُرجّح استطلاعات الرأي فوز الليكود بأكبر عدد من المقاعد، أي أنه سيشكل الحكومة متحالفاً مع أحزاب أخرى) سيُشكل على قاعدة دعم نتنياهو إذا قُدمت ضده لائحة اتهام، أي أن القاعدة لكي يصبح نائب عن حزب ما وزيراً في الحكومة المقبلة، هي العمل على منع إسقاط نتنياهو».

من جهة ثانية، علّق «الليكود» على كلام «إسرائيل اليوم» (الداعمة لنتنياهو)، بالقول إنه «ليس صحيحاً ما نُقل عن نتنياهو أو مسؤولين من الحزب بشأن تهديد أفيخاي مندلبليت».

الليكود يتقدّم على… الجميع

رغم شبهات الفساد التي تحيط برئيس الحكومة وتواطؤ حزبه الواضح معه، إلا أن استطلاعات الرأي التي أجريت هذا الأسبوع عقب قرار الكنيست حل نفسه والذهاب إلى انتخابات مبكرة، تشير إلى أن الفوز الكاسح سيكون من نصيب «الليكود». وآخر استطلاع أُجري هذا الأسبوع، صدر عن معهد «مأغار ماحوت» التابع لصحيفة «إسرائيل اليوم»، وشمل عيّنة مؤلفة من 507 أشخاص، وبنسبة خطأ تصل إلى 4.3%، أظهر أن:

«الليكود» يفوز بـ31 مقعداً.

حزب مستقل برئاسة رئيس هيئة الأركان السابق، بيني غينتس، يحصل على 15 مقعداً (أعلن في وقت لاحق من اليوم اسم الحزب مناعة لإسرائيل).

حزبا «هناك مستقبل» برئاسة يائر لابيد، و«البيت اليهودي» برئاسة نفتالي بينت، يحصل كل منهما على 11 مقعداً.

«القائمة العربية المشتركة» (تكتل الأحزاب العربية) تحصل على 12 مقعداً.

حزب «المعسكر الصهيوني» برئاسة آفي غباي، يحصل على 7 مقاعد فقط.

حزب «يهودية التوراة» يحصل على 7 مقاعد.

قائمة «جسر» برئاسة أورلي ليفي، تحصل على 6 مقاعد.

حزبا «كلنا» برئاسة وزير الماليّة الحالي موشيه كحلون، و«ميرتس» يحصل كل منهما على 5 مقاعد.

حزبا «شاس» (حراس التوراة الشرقيين) برئاسة أريه درعي، و«إسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور ليبرمان، يحصل كل منهما على 4 مقاعد.

قائمة وزير الأمن السابق، موشيه يعلون، لا تتجاوز نسبة الحسم.

إمكانات تشكيل الحكومة

من نتائج الاستطلاع السابقة، يظهر أن أمام نتنياهو إمكانات عدّة لتشكيل الحكومة:

ائتلاف يجمع بين «الليكود»، «البيت اليهودي»، و«إسرائيل بيتنا»، و«شاس»، و«يهودية التوراة»، و«كلنّا» ويصل إلى 62 عضواً (النصف +1)، أو يُضاف معه حزب «جسر» ويصل الائتلاف إلى 68 عضواً.

أمّا إذا قرر نتنياهو استبدال ليبرمان بغينتس ليتولى حقيبة الأمن في الحكومة المقبلة، فإن عدد أعضاء ائتلافه سيصل إلى 73 عضو كنيست. وعلى الأرجح سيعمل نتنياهو على الخيار الثاني، ليضمن أكبر عدد من الأحزاب ضمن ائتلافه، بما يعوق احتمال تقديمه للمحاكمة.

أمّا السيناريو الثالث، الذي يعَدّ أقل احتمالية للحدوث، فهو أن تشكل الأحزاب الصغيرة تكتلاً يترك لنتنياهو 58 عضواً فقط (أقل من النصف)، وتمنع عنه إمكانية تشكيل الحكومة.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى