تحليلات سياسيةسلايد

انعطافة في العلاقات التركية المصرية نحو المصالحة بعد القطيعة

قطعت مصر وتركيا اليوم السبت خطوة حاسمة تُشكل في توقيتها ومضمونها، انعطافة في العلاقات نحو مصالحة بعد سنوات من القطيعة والتوتر، على وقع زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى القاهرة والتي أعلن منها الحضير للقاء بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وعبدالفتاح السيسي بعد أن عقد لقاء مع نظيره المصري سامح شكري الذي كان قد زار بدوره أنقرة قبل نحو أسبوعين للتعبير عن تضامن بلاده مع الحكومة والشعب التركي على اثر زلزال مدمر خلف ما يقرب من 50 ألف قتيل.

وزيارة جاويش أوغلو للقاهرة هي الأولى لمسؤول تركي منذ قطع الروابط بين البلدين قبل نحو 10 سنوات، لكن سبقتها اتصالات بين الجانبين على مدى الأشهر الماضية وتعززت على اثر مصافحة تاريخية بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبدالفتاح السيسي على هامس افتتاح مونديال قطر في خطوة يُعتقد أنها تمت بوساطة أمير قطر حليف أردوغان.

وكانت العلاقات متوترة بشدة في 2013 بعدما قاد السيسي وكان حينها قائدا للجيش المصري الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين المدعومة من تركيا، لكن العلاقات شهدت بوادر تحسن في 2021، مع اطلاق أردوغان خطة لتصحيح مسار العلاقات الخارجية مدفوعا بمخاوف من عزلة إقليمية وبأزمة مالية حادة ناجمة عن فقدانه أسواق مهمة بسبب الخصومات والصراعات التي فجرها مع شركاء وازنين في المنطقة.

وقال وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي، إن المحادثات مع تركيا بخصوص إمكانية إعادة العلاقات إلى مستوى السفراء ستُجرى “في الوقت الملائم”، مضيفا أن المحادثات كانت “صريحة ومتعمقة وشفافة”.

وقال جاويش أوغلو إن بلاده سترفع علاقتها مع مصر إلى مستوى السفراء “في أقرب وقت ممكن”، مضيفا “سعيد جدا لأننا اتخذنا خطوات ملموسة لتطبيع العلاقات مع مصر… سنبذل قصارى جهدنا حتى لا تُقطع العلاقات بيننا مرة أخرى في المستقبل”.

وقال شكري “بالتأكيد هناك إرادة سياسية وتوجيهات من قبل رئيسي البلدين عندما اجتمعا في الدوحة… لإطلاق المسار للوصول للتطبيع الكامل للعلاقات بعد تطورات السنوات الماضية”، مشيرا إلى مصافحة واجتماع قصير بين السيسي وأردوغان خلال افتتاح فعاليات كأس العالم بقطر العام الماضي.

وكان أردوغان قد وصف السيسي يوما بأنه “طاغية” بعدما قاد الإطاحة بمرسي الذي كان حليفا للرئيس التركي ولحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية الذي يرأسه.

وبدأت المشاورات بين مسؤولين بارزين في وزارتي الخارجية التركية والمصرية عام 2021 وسط مساع تركية لتخفيف التوترات مع مصر والإمارات وإسرائيل والسعودية.

وفي إطار تلك المصالحة المبدئية، طلبت أنقرة من قنوات تلفزيونية مصرية معارضة تعمل في تركيا التخفيف من انتقاداتها لمصر.

وكان مرسي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين وتوفي في السجن عام 2019. والأعضاء البارزون الآخرون في الإخوان في السجن أو فروا إلى الخارج. ولا تزال الجماعة محظورة.

وتباينت مواقف تركيا ومصر في السنوات القليلة الماضية بشأن ليبيا إذ دعمت القاهرة وأنقرة فصائل متناحرة في صراع لا يزال قائما وكذلك في ما يتعلق بالحدود البحرية في منطقة شرق البحر المتوسط الغنية بالغاز.

وتسعى الحكومة المصرية جاهدة لمواجهة نقص حاد في النقد الأجنبي وذكرت الشهر الماضي أن شركات تركية تعهدت باستثمارات جديدة في مصر بقيمة 500 مليون دولار.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى