اوباما وبوتين: “لا اختراق” حول مستقبل الأسد

بابتسامة “متزلّفة” ومصافحة “فاترة”، التقى الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، لمدة تسعين دقيقة على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين، من دون أن يُسجلا “أي اختراق” في موقع الرئيس السوري بشار الأسد من الحل السياسة للأزمة السورية.

نوايا الرئيس الروسي واضحة وتتلخّص في هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” ومساندة النظام السوري انطلاقاً من أن الأسد “حصن” في وجه المتطرفين، بينما ترفض الولايات المتّحدة أي حلّ سياسي يتضمن بقاءه في العملية السياسية لأنها ترى في بقاءه “استمراراً لتأجيج الصراع الطائفي”.

وإذ أكد أن موسكو لن تُشارك مطلقاً في حرب بريّة ضدّ “داعش” في سوريا، لم ينف بوتين إمكانية توجيه ضربات روسية ضدّ التنظيم في سوريا.

وتحدّث بوتين عن “لقاء بناء وعلى قدر كبير من الانفتاح”، مشيراً إلى استعداد موسكو لتحسين علاقاتها مع واشنطن والعمل على تجاوز الخلافات الراهنة”.

وقال بوتين، في مؤتمر صحافي في نيويورك بعد المحادثات مع اوباما، إنه اتفق مع الرئيس الأميركي على مواصلة المحادثات بشأن طرق تنسيق تحركات عسكريي بلديهما لتجنّب أي صدام عرضي في المنطقة، مع استمرار المحادثات السياسية بين وزيري خارجية البلدين، على أن تتولى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الترتيبات للمحادثات العسكرية.

وفي إشارة الى التوتر القائم مع الغربيين، لم يتردّد بوتين في انتقاد اوباما والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اللذين يدعوان باستمرار الى رحيل الرئيس السوري.

وقال للصحافيين بعد اللقاء: “أكن احتراماً كبيراً لنظيري الاميركي والفرنسي، لكنهما ليسا مواطنين سوريين وعليهما ألا يُشاركا في اختيار قادة دولة اخرى”، مشيراً إلى أن الشعب السوري “هو من يُقرّر مصير الرئيس بشار الأسد، وليس هولاند أو أوباما”.

وتعقيباً على تصريحات نظيره الروسي، تحدّث اوباما عن “إرادة مشتركة” في إيجاد حلول في مواجهة الحرب في سوريا التي أدت الى ازمة هجرة غير مسبوقة، لكنّه أشار الى خلاف حقيقي حول نهاية عملية انتقالية سياسية محتملة.

وجدّد الرئيس الأميركي موقف واشنطن المعروف بأنه يتعيّن رحيل الأسد وأنه لا يوجد مسار إلى الاستقرار في سوريا التي تُمزّقها الحرب مع بقائه في السلطة.

وفيما يتعلّق بأوكرانيا، جدّد اوباما دعم الولايات المتحدة لسيادة ووحدة أراضي ذلك البلد، وقال إن واشنطن ترى فرصاً للتقدّم بشأن ما يُعرف باتفاقات “مينسك” للسلام.

لكنه عبّر عن قلقه بشأن تنفيذ تلك الاتفاقات بما في ذلك خطط للانفصاليين لإجراء انتخابات محلية “غير مشروعة”.

صحيفة السفير اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى