تحليلات سياسية

بعد شرشحة حظره عن وسائل التواصل، ترامب يعود بموقع إلكتروني

 

 

قبل أيام ، عنونت الواشنطن بوست ما قام به الرئيس السابق بـ ( ترامب يطلق منصة تواصل جديدة )، و في التدقيق تبين أنه مجرد موقع إلكتروني سيبث من مكتب ترامب مباشرة، و كأنه رد إنتقامي من الرئيس السابق تجاه تويتر الذي كان منصته للبث من مكتبه أو غرفة نومه. قيل أن موقع التغريد حظر ترامب ربما للأبد . كما أن المقصود من وراء هذا الموقع الترامبيتجاوز إحتمالية إستمرار حظر الفيس بوك تجاهه . فما معني أن يصبح الرئيس الأميركي تحت رحمة شركات التواصل الإجتماعي؟؟ و كم سيكون مجدياً رده بموقع إلكتروني ؟؟

تصوروا رئيس  أعظم قوة في العالم، أميركا، و أثناء وجوده في البيت الأبيض، وأثناء هجوم (الإرهابيين المحليين ) على مبنى الكونغرس، تقوم شركات التواصل ( تويتر – فيس بوك – يوتيوب ) بمنع الرئيس من النشر على منصاتها … رئيس أكبر دولة . ورئيس أعظم قوة، تمنعه شركات من النشر و يصبح محروماً من إيصال صوته للشعب . اللهم إلا عبر بيانات لم يجد إلا فوكس نيوز لتتكرم عليه بنشرها و بثها . وبالفعل تبهدل ترامب . و تبهدلت الرئاسة الأميركية،  والمصيبة أنه متهم بالوقوف وراء ( الإرهابيين المحليين ) الذين هاجموا الكابيتول وخربوا في أرجائه ، ورغم أن مجلس الرقابة في الكونغرس ألزم فيس بوك بوضع معايير تطبق على الجميع إلا أن هذا المجلس أعطى فيس بوك مهلة ستة أشهر لوضع هذه المعايير، و سيستمر أثناءها  حظر ترامب ، رئيس أثناء رئاسته و بعدها يتهم بالتحريض على الإرهاب، و يمنع من الإعلام ومن التعبير.

هل أكتفى ترامب بموقع إلكتروني ؟؟ بعدما صرح كبير مستشاريه، جيسون ميللر، قبل أسابيع أن الرئيس السابق سيطلق منصة وسائل تواصل كبيرة . وكي يحسم النقاش قال ميللر قبل أيام  إن هذا الموقع الإلكتروني ليس أبداً المنصة التي تحدث عنها. ووعد بأن يكون هناك أخبار جديدة عن هذه المنصة الكبيرة لاحقاً. و لكن هناك من يتساءل هل سيتركه خصومه ليحصل على مثل هذا المنبر الإعلامي على الشبكة، خاصة و أن أستاذان من أساتذة القانون، هما جاك جولد سميث من هارفارد ، وأندرو كين وودز من جامعة أريزونا ، يدعوان إلى فرض رقابة على الطريقة الصينية . ورغم إستبعاد الوصول إلى مثل هذه الرقابة، فإن ترامب مازال مهدداً بتهمة التحريض على العنف والفوضى، وحسب فتوى للمحكمة الدستورية العليا فإن المحرض على العنف يحرم من حقه بالتعديل الأول للدستور الذي يضمن حرية التعبير .

الأمر مثير للدهشة بالفعل، فرئيس أعظم دولة ممنوع من التعبير لا كتابة و لا صوتاً أوصورة. و فيس بوك حذف مقابلة لترامب مع زوجة إبنه لارا . و قال زوكربيرغ صاحب موقع الفيس بوك ( يجب على ترامب أن يخرس ). و بعد كل هذا الفشل والشرشحة والبهدلة، يعود ترامب بموقع إلكتروني شعاره مثير للسخرية ( هنا تكتب و تعبر بحرية وأمان ) !! . . صار على الرؤساء أن يحذروا، و أن يحسبوا لآخرتهم ، وإذا كانت أميركا أكتفت بحظر ترامب عن وسائل التواصل، فإن هناك دولاً مغرمة بالسجن أو القتل، كطريقة لإسكات الأخرين، حتى لو كانوا رؤوساء سابقين … إيه ..دنيا .!!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى