بعد فيديو حزب الله والتهديد بضربّ أيّ مكانٍ بالكيان… أوّل مُناورة في تاريخ إسرائيل: صواريخ دقيقة تسقط بتل أبيب وحدوث دمار مضاعف وشديد وخراب لم تشهد مثله منذ سنين طويلة

 

على الرغم من التهويل السعوديّ بأنّ الحرب على لبنان قادمة لا محال، يُحاول صنّاع القرار في تل أبيب ضبط الإيقاع، والتأكيد على أنّ دولة الاحتلال ليست في وارد شنّ حملةٍ عسكريّةٍ ضدّ لبنان. وفي هذا السياق، أوضحت مصادر أمنيّة وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، أنّ السيناريو الأسوأ بالنسبة للجمهور الإسرائيليّ هو إطلاق أكثر من ألف صاروخ يوميًا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مُضيفةً في الوقت عينه أنّه في المؤسسة الأمنية، يُقدّر المعنيون بأنّه إذا تلقّى الجناح العسكريّ لحزب الله “الضوء الأخضر”، فسيُوجِّه ضربةً واسعةً ليس فقط على الحافة الأمامية، بل بشكلٍ خاصٍّ إلى عمق إسرائيل بواسطة صواريخ دقيقةٍ بهدف خلق تأثير على الوعي.

وتأتي هذه الأقوال، التي نقلها أمير بوحبوط، مُحلّل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، على الرغم من محاولات تل أبيب الحثيثة لإخفاء خشيتها وتوجسّها من حرب لبنان الثالثة، إلّا أنّ المُتتبع للشأن الإسرائيليّ يُلاحظ أنّ أركان الدولة العبريّة، من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، دخلوا في حالة ارتباكٍ شديدٍ في كلّ ما يتعلّق بحزب الله، الذي يُواصل تعظيم ترسانته العسكريّة، الأمر الذي دفع وزير الأمن السابق، المُتشدّد أفيغدور ليبرمان، إلى القول علنًا إنّ حزب الله بات شبه جيش، وأنّ العديد من دول حلف شمال الأطلسيّ لا تملك الأسلحة، من الناحية النوعيّة والكميّة، التي يملكها الحزب، الذي تعتبره تل أبيب العدّو رقم واحد، كما أنّ الجيش الإسرائيليّ بات يُطلِق على حزب الله الجيش الثاني من حيث القوّة في المنطقة، بعد الجيش الإسرائيليّ.

إلى ذلك، كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، النقاب نقلاً عن مصادر أمنيّة رفيعة وعليمةٍ في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، كشفت النقاب عن أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أجرى مؤخرًا مناورة كبيرة لم يجرِ مثلها في تاريخه.

ونقلت الصحيفة العبريّة عن قائد لواء الإخلاء والإنقاذ في الجبهة الداخلية المنتهية ولايته، العقيد يوسي بينتو، قوله: أجرينا مؤخرًا مناورةً كبيرةً لم يجرِ مثلها في تاريخ الجيش الإسرائيلي حيث تم استدعاء 500 مقاتل من وحدات الإخلاء والإنقاذ من خلال مروحيات وطائرات النقل العسكرية من طراز هيركوليس.

وتابع قائلاً، بحسب الصحيفة العبريّة، إنّ المناورة تحاكي التعامل مع عمارتين سكنيتين في مدينة تل أبيب أصيبتا إصابة مباشرة من صواريخ دقيقة، وحدوث دمار مضاعف وشديد وخراب لم نشهد مثله منذ سنين طويلة.

وأوضح أنّ المناورة حاكت أيضًا حصار العشرات تحت الركام بينهم قتلى، وذلك بفعل صواريخ دقيقـة تحمل رؤوسًا حربية تزن مئات الكيلوغرامات من المـواد الناسفة موجود مثلها حاليا في قطاع غزة ولبنان، على حدّ تعبيره.

في سياقٍ مُتصِّلٍ، وفي الذكرى العشرين لاندحار الجيش الإسرائيليّ من جنوب لبنان وهربه إلى عمق الدولة العبريّة، قال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في القناة الـ13 في التلفزيون العبريّ، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وصفها بأنّها رفيعة المُستوى في المنظومة الأمنيّة بالدولة العبريّة، نقل عنها قولها إنّ التخوّف الإسرائيليّ المُهِّم هو من قيام حزب الله بـ”احتلال” عددٍ من المُستوطنات الإسرائيليّة في شمال الكيان، لأنّ هذا الأمر سيكون لأوّل مرّةٍ في تاريخ إسرائيل من ناحية، ومن الناحية الثانيّة فإنّه سيُشكِّل علامةً فارقةً في الوعي الإسرائيليّ، حيثُ سيؤثّر سلبًا على الإسرائيليين قيادةً وشعبًا، لذا تعمل قوّات الجيش على منع “احتلال” أيّ مُستوطنةٍ، حتى ولو لعدّة ساعاتٍ، لأنّ الصور التي ستُبّث من هناك ستكون تاريخيّةً وفق كلّ المعاني، وهو الأمر الذي يُجمِع عليه السواد الأعظم من الإسرائيليين في تحليلاتهم، التي تدور في فلك ما يُطلَق عليه الإجماع القوميّ الصهيونيّ.

من ناحيته، أكّد الجنرال الإسرائيليّ في الاحتياط عاموس يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة سابِقًا، أنّ الحرب السيبرانية تعد حلاً جيدًا، مؤقتًا على الأقل، فهجماتها أرخص كلفةً وأكثر تركيزًا، ومن السهل نسبيًا إخفاء أيّ أصابع اتهام تترك خلفها، لكن السؤال المقلق حقًا، تابع يادلين الذي يُدير مركز أبحاث الأمن القوميّ التابِع لجامعة تل أبيب، إذا كانت هذه الحرب قد تتحول لحربٍ تقليديّةٍ، لأننا أمام تبادل الضربات الالكترونية، وحتى في هذه القناة فالإيرانيون أضعف وأكثر عرضة للخطر، لذلك أفترض أنّ تبادل الرسائل سيبقى عند هذا المستوى، كما قال الجنرال في الاحتياط يادلين.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى