بين قوسينكتاب الموقع

أخيراً وليس آخراً…

أخيراً وليس آخراً… كلما فكرت بالمواعيد التي وضعت لتحديد موعد جنيف 2 وتغيرت   … أدرك مدى عجز الانسانية أمام آلة الدمار  .. والمصالح الشخصية والدولية . .. لأعيد صياغة كلماتي .. وترتيب أفكاري ..  ليس عجزاً بل  هدفاً ممنهجاً ومدروساً .. هدفاً بات واضحاً امام كل العالم وأمام الشعب السوري .. تدمير البنية التحتية للمجتمع السوري بكل مستوياته ،  الاجتماعية والثقافية والحضارية والعسكرية والاقتصادية وهذا ما حصل اليوم ..

فالمجتمع الدولي ليس عاجزاً عن إيجاد حل لوقف هذه المهازل الانسانية التي تحدث اليوم في سوريا .. وذلك بالضغط على كافة الأطراف الداعمة للصراع المسلح بالتوقف عن دعمها المالي واللوجيستي .. وإجبار جماعاتها على الجلوس الى طاولة الحوار، أو المفاوضات  لوضع صيغة حل تخفف من معاناة الشعب وتحافظ على المتبقي من شعارات الانسانية وحقوق الانسان وكرامة المجتمع الدولي.

ولكن نلاحظ دوماً أن هناك أيد خفية تحاول مد عمر الصراع لتحقيق مكاسب أكثر وغنائم  أكبر …أو للحصول على تنازلات سياسية ومطامع اقتصادية ..  تتجلى بظهور أمراء حرب.. وميليشيات متنوعة الوجوه … هدفها الكسب المادي على حساب الدم الانساني .. ولا يعود لأحد سلطة عليها بعد أن استساغت طعم المال والسلطة والسيطرة .. أياد متطرفة .. متصهينة .. هدفها تفتيت المجتمع العربي وتدميره لتسهل السيطرة عليه وإعادة رسم خريطته حسب مصالحها الوجودية .. يساعدها في تنفيذ مخططها بنية المجتمع العربي القائم على العقلية القبلية والنزعات الدينية الطائفية .. يغذيها أنظمة استبدادية شمولية ..

واقع مخزٍ بات نمط حياة السوريين الذين لا ينفكون عن الدعاء ب ( الله يفرج ) .. منتظرين معجزة إلهية .. تتجلى بموقف إنساني حقيقي يحدد موعد بداية خلاصهم.. بعد أن تراجعت  أحلام التحرر والحرية إلى مرتبة الرفاهية .. وعاد أقصى طموح عند السوري هو أن يعيش دون خوف من قذيفة حاقدة أو رصاصة طائشة أو صاروخ غادر …
عقدت الآمال كثيراً على حصول مؤتمر جنيف الثاني، بعد أن خيب الأول آمالهم .. ومن واحد إلى اثنين تأهرم السوريون 20 عاماً، وخطّت تجاعيد الاحباط والخوف واليأس خارطة حياتهم ..

واليوم بعد أن تحدد موعد جنيف 2 في 22 كانون الثاني .. وبعد محاولات الصد والرد والتأجيل والتسويف .. نتنفس الصعداء لنقول هل أخيراً أصبح العالم جاهزاً لوقف هذه المهزلة ..؟؟ وما هو الثمن ..؟؟؟
فالهدف منذ البداية كان واضحاً وهو إعادة رسم خارطة المنطقة على أسس طائفية وقومية بما يخدم فكرة الصهيونية العالمية  فرّق .. تسد ..

فالاتفاق الأمريكي الإيراني اليوم يحمل في طياته بداية عهد جديد تحاول أمريكا تسويقه، وهو كسب العدو بدل مجابهته .. بعد أن دفع العالم ثمن الحرب الاستباقية التي قادها بوش الابن ضد الارهاب متجلية بحربه على العراق والتي انكشفت على أنها أكبر خدعة عاشتها أمريكا لتصدر الارهاب الى العالم .. بدل محاربته …
فهل يكون هذا الاتفاق فعلاً بداية حل سياسي يوقف قتل السوريين ويعيد إحياء المنطقة ؟؟؟ وما هو  مصير باقي التحالفات في المنطقة  القائمة على أسس طائفية كانت أم مناطقية  وما هو مصير محور الممانعة والمقاومة.. وما الثمن ؟؟؟
أسئلة كثيرة تشغل بال السوريين اليوم ..نترك الإجابة عليها لجنيف 2 على أمل أن يكون أخيراً في مسلسل الموت اليومي ، وليس آخراً في خطوات بناء وطن جديد يقوم على أكتاف شباب اعتادت حمل النعاش بدل حمل أحجار البناء .. وأيضاً… على أمل أن لا يتأجل هذا الموعد … على أمل …

28.11.2013

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى