بين قوسينكتاب الموقع

التيفال .. هو الحل… !!

التيفال .. هو الحل… !!
سيد القوم … خادمهم … !!
عبارة قديمة نسبت لأحد الأنبياء، محاولاً إعطاء مفهوم مختلف للقائد والحاكم والمسؤول، بعد عصور وعقود كانت القيادة هي السلطة المطلقة التي لا نقاش فيها، وعلى الشعب الخضوع لها و طاعتها العمياء .. ولا يجوز الخروج عنها .. لأنها مستمدة من الحاكم الإله  … ليكون القوم هم عبيد لخدمة الحاكم وتقديم فروض الطاعة له والولاء .. فأتت هذه العبارة لتختصر مفهوم القيادة .. بالتضحية والخدمة والعطاء ..
مفهوم إنساني راق وجميل .. ولكن إلى أي مدى لاقت هذه العبارة أذاناً صاغية عند القادة والمسؤولين وكيف عملوا على تطبيقها منذ ذلك الحين ؟؟!!
الى اليوم لم أسمع بقائد عربي طبقها .. إلا فيما ندر .. أعذروني ..
إنها .. السلطة .. التي تمنح الانسان قوة وجبروتاً وعنجهية لا تضاهى.. فينسى الرعية والخدمة، ويلتهي بمصالحه الخاصة ..متناسياً واجباته ومسؤولياته تجاه شعبه، وموكلاً مهامه لطبقة حاكمة بصلاحيات أقل ولكن بتسلط مطلق .. وفساد أكبر ..
هذا حال الانسان .. ينسى القيم ويبرر لنفسه الفوضى والقمع والفلتان .. لذلك جاءت الديانات لتشذب أخلاقياته وتغير مفاهيمه لما فيه خيره وخير البشرية جمعاء ..
ومهما حاول الرسل والأنبياء تغيير مفهوم القيادة وممارسته ليكونوا قدوة ومثلاً صالحاً يحتذى به .. إلا أن الكرسي يبقى تأثيره أقوى .. والجلوس عليه ينسي الجالس مفاهيم الخدمة والعطاء ..
فيلتصق القائد على كرسيه مبرراً لنفسه وللعالم أنه لا قائد إلا سواه .. ولا فهيماً وعالماً وضليعاً بأمور رعيته إلا إياه ..
فمفهوم القيادة يكون ناجحاً فقط عندما يترافق بشرعية من الشعب أولاً، وبفترة زمنية محددة ثانياً، وبمفهوم النقد البناء والمحاسبةثالثاً .. ليكون هناك حافز ورادع بنفس الوقت للحاكم ليكسب شعبه، ويحقق له مكاسب وانجازات تضعه في خانة المحبوب
والمرغوب والممكن انتخابه مرة أخرى ..
هذا ما نشتاقه اليوم في عوالمنا العربية .. القائد المغوار .. خادم الرعية .. ومن ينصاع لإرادة شعبه ولا يلصق على كرسيه ..ويعرف حدوده وواجباته ومسؤولياته ويعترف بأخطائه .. فيعتذر ويصحح  .. أويرحل باذن الله ..
فعلى الرغم من الصحوة العربية ورغبة الشعب بتغيير حكامها وأنظمتها الصدئة .. ما زالت عقلية الالتصاق على الكرسي والتماهي معه، هي عقلية الحاكم العربي لو لبس ثوب الدين والسير على خطا أطهر وأشرف خلق الله. تجارب مضحكة
مخزية تثبت أن الشعب هو الخادم للحاكم بأمر الله .. وأن الحاكم هو المبجل والمقدس ولا قائد سواه .. فمتى سيصحى الكرسي العربي ويلفظ عنه حكاماً بلغ السيل منهم زباه ؟؟!!
إنها إرادة الشعب بصنع كرسي تيفال .. لا يلصق .. تنظيفه سهل .. وعمره قصير … ويتغير من يجلس عليه بإرادة الشعب وبإذن الله .. !!

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى