بين قوسينكتاب الموقع

الله يستر ….من الضربة

 الله يستر  ..بدأ الاعلام يحشد كل طاقاته المرئية والمسموعة والمقروءة ، باتجاه الضربة العسكرية المرتقبة على سوريا ..
وبدأ الشعب السوري يحشد كل طاقاته النفسية والعصبية والجسدية لتلقي الضربة .. لا يعرف من أين تأتيه .. من باب الحمام أم من غرفة النوم أو الطعام ….
وهو يسأل نفسه محتاراً أين يغادر بما ملكت أيمانه وأين يذهب بأولاده .. وما مصير عائلته بين براثن المصالح وتكالب المطامع .. ؟؟!!
خطط استراتيجية عسكرية .. تحليلات حربية .. توقعات مواقع القصف والضرب .. والسوري مشرئب .. !! يضرب كفه اليمين بكفه اليسار يشتم ويسب، مستذكراً العراق.. متذكراً كوسوفو .. ذاكراً ليبيا .. لاعناً من أوصلنا الى هذه  الحرب .. ومرددا مع كل خبر عاجل .. الله يستر …!
ستبدأ العملية العسكرية خلال ساعات .. الله يستر .. !
ستكون في مواقع عسكرية بعيدة عن المدنيين .. الله يستر ..!
ستكون محددة وقصيرة .. الله يستر ..!
ستكون وستكون وستكون … الله يستر ..!
الله يستر، العبارة الأكثر تداولاً اليوم يتفوه بها الجميع دون استثناء .. ويلمس اللبنانيون على رؤوسهم مرددين الله يستر .. فهم ضمن بوتقة الخطر المباشر أيضا.
لا أحد يعرف، متى وكيف وأين سيتلقى السوريون ضربة أصبحت شبه جاهزة إعلامياً وسياسياً .. ولكن الله يستر ..
فمهما حاول العالم تجميل الضربة، وتسويقها على أنها أصبحت واجباً انسانياً، لحماية المدنيين بعد تجاوز خط الكيماوي الأحمر، يبقى الذهول مسيطراً على رد فعل الشعب السوري .. فهو كان يطمح بتحرك دولي منذ بداية الأزمة، لإنقاذه من
براثن العنف والقتل والموت والدمار، الذي حصد البشر والحجر، ولكن طموحه أقرب إلى حل سياسي يقيه شر الأعظم .. رغم كل محاولات المعارضة الخارجية بتسويق الحل العسكري والتدخل الخارجي منذ البداية، لضيق رؤيتهم السياسية، وبعدها عن واقع الحساسيات السورية .
فبالتأكيد الكل يدرك أن الغرب وعلى رأسه أمريكا لن تقدم للشعب السوري أي خدمة إنسانية مجردة من مصالحها في المنطقة وعلى رأسها مصلحة اسرائيل .. ولكن الكيماوي أحرجها ..!!  وهي التي لا تريد تدخلاً عسكرياً في سوريا منذ البداية لأسباب تخص مصالحها، وبات الجميع يعرفها .. وهي:
أولاً التكلفة العسكرية والمالية العالية خاصة بعد ضربتي العراق وليبيا،وثانياً الخوف على اسرائيل، وثالثاً، والأهم اليوم، ابقاء قوة النظام العسكرية مقابل قوة القاعدة، التي ظهرت بعدة أشكال مقاتلة جهادية تكفيرية في سوريا، فهي اليوم لا تستطيع كسر هذا التوازن لمصلحة القاعدة .
حقائق راسخة، تضعنا أمام حيرة وخوف كبيرين من القادم ليبقى الترقب والانتظار مصيرنا .. والله يستر !!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى