بين قوسينكتاب الموقع

بين بلدين … شقيقين .. !!

بين بلدين صف السيارات مازال يطول ليصل الى كيلومتر تقريباً وأكثر .. والحركة بطيئة جداً .. لا تتعدى مرور سيارة واحدة كل 20 دقيقة .. تقدمت يعتريني الفضول ربما حادث مؤلم ..! أو ربما تعدٍ سافرٍ على القانون .. ! مشكلة أمن قومي أو وطني .. !! لأتفاجأ أنها مجرد عرقلة مقصودة وتأخير ممنهج .. صراخ بأسلوب مهين على كل من تسول له نفسه النزول من سيارته ليعاين سبب التأخير ..  ليعود أدراجه معتذراً .. يمضغ شعور الاذلال الذي لحق به .. منتظراً ساعة الفرج .. !!
إنها الحدود بين سوريا ودول الجوار الشقيقة على أساس  ..  يزيدها قهراً صف العمال السوريين المنتظرين منذ 10 ساعات تقريباً .. ومعاملتهم كمجرمي حرب .. !
مشهد مخزٍ ومعيب ومخدش للحياء الإنساني إن كان ما يزال موجوداً .. لأن التجربة السورية وقبلها العراقية والفلسطينية خدشت كل حياء الإنسانية .. !! وعرت لوائحها من كل ما يسمى حقوق الانسان ..
لن أكون مجحفة .. فأنا أتفهم تماماً شعور دول الجوار من الضغط السكاني، ونقص فرص العمل التي شغلها السوريين اللاجئين، إضافة إلى ارتفاع معدل الفوضى والفلتان الأمني التي تفرضها الحاجة والفقر والجوع .. مما يسبب شعوراً عاماً
بالاستياء، في ظل عدم وجود تنظيم حكومي ومؤسساتي لاستقبالهم، وتنظيم دخولهم وأماكن سكنهم وطرق حصولهم على الإعانات وفرص العمل .. خاصة عندما تطول المدة الزمنية وتتجاوز فترة الأشه ، لتتحول الى واقع مفروض على هذه الدول التعامل معها كأزمة خاصة بها أيضاً، وما تعكسه عليها من انتقال العداء بل والمعارك حتى إلى أراضيها ..
لذلك يكون الحل بتنظيم دخول اللاجئين والمهجرين، واحتوائهم في تجمعات خاصة، وتقديم حاجاتهم الانسانية والاغاثية بشكل يحترم انسانيتهم قبل كل شيء، وعدم الاكتفاء بتسجيلهم كلاجئين فقط لتقبض عليهم الحكومات والمسؤولين وتجار الأزمات،
أموالاً ومساعدات انسانية تملأ بها جيوبها، وتستخدمها كورقة ضغط لتحقق مكاسب لها، وتقايض على انسانيتهم بمصالحها..
وبين قوسين:
لا يمكنني أن أنسى بالمقابل .. كيف فتح السوريون بيوتهم و مدارسهم ومعابدهم لاستقبال المهجرين من ويلات الحروب التي عصفت بالبلدان العربية بكل رحابة صدر دون أي شكوى أو تململ ..
قذارة الحكومات العربية وأساليبها التي باتت مكشوفة جداً، أصبحت تصيبنا بالغثيان .. فالتجارة بشعوبها وانسانيتهم وحقوقهم هي أقل مماهي مستعدة لفعله لتبقى على كراسيها .. !!
قدمت شكاوٍ إلى ضباط الأمن العام المسؤولين عن هذه النقطة الحدودية .. فأنا قادمة باجتماع عمل علي التواجد في وقت محدد .. وأضفت أنه بإمكانهم احترام القادمين إلى أراضيهم وتنظيمهم بصفوف كل حسب حاجته للدخول فالبعض قادم للقاء عمل، والبعض للسفر عبر مطارهم لا يستطيع التأخر عن موعد طائرته، وأخرين كلاجئين .. وإن كانوا لا يريدونهم فليغلقوا حدودهم … أو يحترموا إنسانيتهم .. فمن هرب خوفاً من الموت والقتل .. لم يأت إلى بلادهم ليذل .. تمت الاستجابة لشكواي وتجاوزت الصف، وقمت بختم أوراق الدخول، وأنا أقول لمن ما زال على الحدود منتظراً ..( قدم شكوى على سوء المعاملة ..طالب بحقك .. لا تنتظر .. ) لأرى نظرات الأسف والاحباط والخوف في عيونهم .. وهم جالسون في سياراتهم ينتظرون !
قطعت الحدود وعيوني معلقة عليهم .. وحزني كبير لأنني مررت وهم ما زالوا في الانتظار .. !!

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى