بين قوسينكتاب الموقع

على قيد الأمل ..

على قيد  الأمل كلما حاولت أن أكتب مقالاً ..  أجد نفسي بلا شعور استخدم كلمات محبطة ..كالموت ..القلق .. الخوف .. اليأس .. أنتبه لنفسي قبل أن تأخذني حالة السرد وأمحيها محاولة إقناع نفسي بأنه يجب علي ألا أغوص في مستنقع اليأس والإحباط .. والأفضل ألا أنساق الى سلبية الواقع .. وأعمل على البحث عن نقاط إيجابية ومتفائلة أنطلق منها لأكتب ما ينشر الأمل والتفاؤل .. خاصة أن قارئنا العربي هذه الأيام قد مل واقع الحال المضطرب وهو بحاجة لجرعات تفاؤل تبقيه على قيد الأمل..!!!
أعذروا مقدمتي .. ولكن ببحثي عن نقاط إيجابية تبهج القارئ وتلهمني مادة لمقالي اليوم لم أجد شيئاً من واقع الحال يمنحني الأمل بعد أكثر من سنتين على الأزمة السورية ويشعر القارئ أن الفرج قريب والحل قريب .. حتى الاجتماع الأمريكي الروسي الذي انتظره السوريون بفارغ الصبر وعقدوا عليه آمالهم بطرح حل حقيقي يتم فرضه على النظام وأقطاب المعارضة، لم يكن أكثر من مطالبة الطرفين الروسي والأميركي، بضرورة تفعيل الحل السياسي، وتشكيل حكومة انتقالية بناء على مقررات مؤتمر جنيف، كمرحلة انتقالية تشمل وقف العنف والتهدئة .. وتمهد الطريق لحل سياسي .. وذلك بعقد مؤتمر دولي آخر هذا الشهر لتطوير بيان  جنيف .. لقاء لم يغير في واقع الحال أي شيء، فمازالت المؤتمرات واللقاءات والاجتماعات سيدة الموقف .. وما زال مصير السوري خارج سيطرته وبيد الغرب.
نجن مازلنا في دوامة الرفض والشجب والتنديد، والمطالبة بضرورة هذا ورفض ذاك ..!!!  وما زالت عينا السوري معلقتين على شاشات التلفاز، يتابع مصيره ومصير وطنه من أفواه رؤساء دول، وخارجيات دول امتهنوا التسويف والمماطلة ورفض العنف والدعوة لحلول سياسية ، (وهم من وراء الشاشات  يرسلون أسلحتهم الى طرفي الصراع …!!!)  ومن أفواه معارضة خارجية امتهنت بيع الوهم والأمل والتهديد والوعيد… ومن أفواه ممثلي نظام امتهنوا بيع شهادات الوطنية والتخوين والمقاومة والممانعة ..
كله يتاجر من أمام الشاشات وخلفها بدم الشعب وباسم ضرورة الحفاظ على سوريا وحمايتها من التقسيم وطناً وشعباً.. وهو حقيقة لا يمتهن الا بيع الكلمات وإرسال الأسلحة لتأجيج الصراع  …!!
حتى العالم الافتراضي الذي هرب إليه الكثيرون للتعبير عن رأيهم وموقفهم مما يحدث .. لسهولة التواصل والاتصال، وخوفاً من القمع والاعتقال .. بات مكتظاً بالكلمات الطائفية التحريضية .. ومزدحماً بالمخونين والإقصائيين .. ومؤشراً واضحاً على مدى الهوة والشرخ الذي وصل إليه الشعب السوري طائفياً وسياسياً وانسانياً.
إضافة الى معطيات على الأرض، وفي مقدمتها وجود القاعدة و الميليشيات المتطرفة المسلحة غير التابعة لقيادة موحدة منظمة، هناك ما يرافقها من تأجج في الأحقاد والنفس الطائفي الذي بدأ يتبلور كصراع مسلح وإعلامي بين الشيعة والسنة .. مصحوباً بعمليات التطهير التي بدأت تأخذ منحى طائفياً.
مدلولات تشير الى مدى صعوبة التوافق في هذه المرحلة بسبب حالة الانقسام المثقلة بالحقد التي يعاني منها المجتمع السوري حالياً.
ولكن دوماً هناك حلول .. ليبقى الأمل سيد الموقف .. شئنا أم أبينا .. ويبقى لنا طريقتنا الخاصة التي نقاوم فيها اليأس ونتغلب على الواقع لنستطيع العيش والاستمرار.. فبالتوافق الدولي تنغلق صنابير السلاح وتجف مصادرها .. وبالعدالة الانتقالية تجتث الأحقاد ويبدأ طريق المصالحة الوطنية ومرحلة الإعمار .. وبالتالي هناك حلول سنبقى ننتظرها ونطالب بها …  تنتشلنا من واقع الموت والدمار، وتعيد لنا الأمل بحياة حرة كريمة في وطن اخترنا أن نبقاه  .. لنبقى على قيد الأمل  !!!

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى