بين قوسينكتاب الموقع

فشلت أم تأجلت الضربة ؟؟؟

فشلت أم تأجلت الضربة  ينام المواطن السوري على خبر، ويصحو على نقيضه .. يضحك .. يبكي .. يتفاءل .. يكتئب …
الضربة خلال يوم .. بعد يومين .. بين الساعة الثانية ليلاً، والساعة السادسة صباحاً..
يشتري مؤن للضربة من خبز، ومعلبات، ورز، وسكر، وبقوليات، وينتظر الضربة ..
يجلس على شاشات التلفاز .. خلف الكمبيوترات .. وراء اللابتوبات .. ينتظر ساعة الضربة .. يقرأ التحليلات .. التعليقات .. وبعض البوستات .. منها المرحبة بالضربة، ومنها المستنكرة لها .. والجميع في ترقب ..
بين (هناك ضربة) و (لا ليس هناك من ضربة)، وبين مؤيد لها ورافض، وبين ساعات الانتظار .. يضيع عمر السوري  ..
فهو عاجز عن اتخاذ أي قرار في حياته حالياً طالما هناك ضربة .. يتذكر العراق .. ليبيا .. أفغانستان .. كوسوفو  ويبكي ..هل من المعقول أن تتحول سوريا مهد الحضارات وسحر الشرق الى مجرد ركام، ونفوس محطمة، جراء صاروخ كروز و توماهوك ؟؟
بقناعتي الخاصة .. كما سبق وقلت منذ ثلاث مقالات إلى اليوم .. لا ضربة لسوريا لسببين :
الخوف على اسرائيل من جهة .. ووجود القاعدة في سوريا من جهة أخرى. فلا مصلحة لمن يحارب الإرهاب في العالم إضعاف النظام لحساب القاعدة .. ولا مصلحة لهم بفتح جبهة على إسرائيل كرد فعل على ضرب سوريا ..
ليأتي اليوم طرح سياسي جديد ..( تسليم الكيماوي مقابل وقف الضربة ) …!!!!!!! دمشق توافق وأمريكا وأوروبا ترحب ..
هل نعتبر ما يحصل الأن من تحت الطاولة بداية إعلان لفشل الضربة ؟؟ والتي سيتلقفها النظام بمظهر المنتصر .. وكيف ستتقبل بعض المعارضات السورية المؤيدة للضربة، خاصة الجيش الحر، والكتائب المسلحة، وحليفها الاستراتيجي
الائتلاف أن لا ضربة على سوريا، مقابل فقط تسليم الكيماوي، أو حتى وضعه تحت المراقبة ؟؟
هل سيكفي هذا العرض لإرضاء المعارضة، وسحبها الى جنيف 2 ؟؟
برأيي لا .. لن يكفي .. فلا بد كي يكتمل الحل من تقديم تنازل للمعارضة أيضاً ..
فللوصول إلى حل سياسي حقيقي نحن بحاجة للتفاوض .. والتفاوض يعني تقدم تنازلات، وإعطاء مكاسب لكل الأطراف على مبدأ لا خاسر، والكل رابح .. أما الحوار فهو نقاش مفتوح وتبادل لوجهات النظر، وهي المرحلة الأولى قبل التفاوض، واليوم
وفي جنيف 2 الهدف تفاوض، وبالتالي تقديم مكاسب لجميع الأطراف .. فما مكسب المعارضة من الطرح الروسي بتسليم الكيماوي ؟؟
ما يحصل الآن من تراجع عن الضربة ، هو مكسب للشعب السوري حتماً، وحمايته من حرب دولية مفتوحة على البلد وتدمير لما تبقى منها، ولكن بالمقابل هي أيضاً إذكاء للعنف، سيتجلى برد فعل عنيف من مسلحي المعارضة والذين سيشعرون
بالهزيمة، بسبب تخلي أمريكا عن ضربة كادت تضعف النظام وربما وتقسم ظهره، وتسهل مهمتهم في اسقاطه .. ردود فعل عنيفة سيدفع ثمنها الشعب كما العادة .. !! وتستمر حرب الاستنزاف الداخلي وتدمير البلد الرخيص ..
لذلك لا بد من حل حقيقي يضمن وقف العنف، وتشكيل حكومة انتقالية باجبار الأطراف التوجه إلى جنيف 2  بأسرع وقت ..
وما زلنا نحن السوريون نحلل ونتعلق بقشة .. وما زلنا نحلم بحل يوقف مهزلة بلد .. وقشتنا اليوم هي جنيف 2 .

 

12.09.2013

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى