بين قوسينكتاب الموقع

قبل الطائرة .

قبل الطائرة… كان  كل شيء طبيعيا حتى وقت اقلاع الطائرة في تمام الساعة الثامنة مساءاً الذي شارف على الانتهاء ولم يتم فتح باب الطائرة بعد ..
بدأ المسافرون بالتململ و كأن تأخر الطائرة عن موعد انطلاقها هو شيء طبيعي .. ليحضرني مصطلح ((مواعيد عربية… !!!))
استعلمنا عن سبب التأخير فكان الجواب عطل في باب الطائرة .. خاضع للاصلاح ..
سألت : لماذا لا يتم إعلام المسافرين بطريقة محترمة بدل تركهم لتكهناتهم وتساؤلاتهم وكأن الانتظار واضاعة الوقت وعدم احترام مشاعر المنتظرين هو شيء بديهي.. !!؟؟
وبعد تأخير استمر ساعة ونصف عن موعد الاقلاع، يتم الاعلان عن إلغاء الرحلة كاملة وتأجيلها  .. لتعم الفوضى والبلبة بين المسافرين متسائلين عن مصيرهم، وكيف سيتم التعامل معهم …
من أكثر المشاهد التي توقفت عندها كانت ردة فعل مسافرين  يابانيين وملامح وجهيهما، الدهشة والذهول.. فكيف يتم الاعلان عن الغاء الرحلة دون إيجاد حلول وبدائل للمسافرين .. ؟؟
ضوضاء .. ضجيج .. تململ .. فوضى قضيناها خلال أكثر من ساعة بين المسافرين ومكتب الاستعلام  متسائلين عن مصيرنا والتعويض الواجب عليهم تقديمه لنا !!
بعد ساعة من الصد والرد يتم الاعلان عن رحلة على شركة طيران أخرى ستنطلق بعد ساعتين .. ليتوجه المسافرون الى البوابة الجديدة منتظرين الفرج …
مرت ساعتان على موعد اقلاع الطائرة الثانية ..
وأنا أكتب مقالي هذا في المطار بانتظار الطائرة .. !!
أضحكني واقعنا الذي بات سخرية حقيقية تنطبق على كل ما يجري حولنا …  لتكون حادثة المطار كمثل يلخص ما يحدث معنا بشكل يومي ودائم ..
اعتدنا الاهمال .. واعتدنا على أن نسمع الوعود ونشتري الوهم واعتدنا القرارات الاعتباطية الآنية غير المدروسة لتكون هذه القرارات وليدة لحظة تؤدي بنا الى إضاعة المزيد من الوقت …. ونحن نعي تماماً أن هناك تقصير كبير ممن هم في موضع القرار والمسؤولية ..
فبدولة تحترم مواطنيها يكون هناك دوماً ما يسمى إدارة الأزمات، ووضع الخطط البديلة المدروسة بما يتوافق مع الحالات غير الطبيعية التي قد تحدث فجأة .. خطة بديلة يكون هدفها أولاً راحة المواطن وأمنه وأمانه .. واحترام إنسانيته وتقليل خسائره .. لا أن يكون حل الأزمة بأي ثمن على حساب المواطن …
أما الإعلام الواعي ونشر الخبر الصحيح والحقيقي دون تشويه .. فهو واجب الجهات المسؤولة لاحترام عقل المواطن من جهة  ولإشراكه بالمسؤولية من جهة أخرى.
ولكن على ما يبدو فان سياسة التعتيم والتهميش والاستخفاف بعقل المواطن أصبحت سياسة ممنهجة ونمط تعامل يمارسها أصحاب السلطة والمسؤولون لتطييع شعب بأكمله وقيادته ..

انتهت كلماتي ومازلت بانتظارخبر إقلاع الطائرة .. لأختم مقالي على أمل .!!!

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى