بين قوسينكتاب الموقع

كيف تصنع قطيعا من … المااااااع …!!!

كيف تصنع قطيعا من … المااااااع …!!!

هناك شعرة .. بين أن تصنع من شعبك شعباً متحضراً منفتحاً ومتطوراً ، وبين أن تحوله الى نعاج وأغنام وقطيع، ترعى باسمك وتحيا بتبريكك وتبجيلك ..
صنع قطيع أسهل بالتأكيد مئة مرة من صنع شعب .. وأفيد وأفضل للرأس الحاكم، كونه يضمن حكماً طويل الأمد، يقوم على التخويف والترهيب والقمع .. يبني خلاله ثروات وغنائم تقوم على سرقة خيرات البلد، واحتكارها، ووضع اليد عليها باسم الاستملاك أو الإصلاح أو الاشتراكية، لتنتقل الثروة من أصحابها الحقيقيين، الذين دفعوا ثمنها من مالهم وجهدهم وعرقهم إلى يد الطغمة الحاكمة وزبانيتها، ليتقاسموها فيما بينهم باسم الاشتراكية أو الاستملاك أو التأميم، فتتشكل طبقة حاكمة تملك ثروات البلد، وتتحكم بها لمصلحتها الخاصة، وعلى حساب الشعب، وتتفانى في ولائها ودفاعها عن الحاكم للحفاظ على مكتسباتها في عهده الميمون … فتتشكل طبقة النوفوريش ..( حديثي النعمة ) الذين يستبيحون البلد، وخيراتها، ويقاومون أي تغيير خوفاً على وجودهم المنتفع ..
أما الركيزة الثانية في بناء قطيع، فهي بناء جهاز استخباراتي أمني قوي جداً، يمسك أفواه البشر ويجلس في عقولها مراقباً كل فكرة أو خاطرة قد تمر في رأسها، قد تنتقد الخطأ، وتحلم بالتغيير، وتطالب بالحرية، لتنقض عليها هذه الأجهزة الأمنية بفروعهاالمتنوعة المختلفة، وتجرها إلى معتقلات الظلام، لتعيد تربيتها بطريقة جديدة، تقوم على ترك ندب وعاهات وأمراض، ليخرج جيل يحلف باسم النظام القائم ويقسم له الولاء، ثم يخيط فمه ويغلق عقله بالقفل ويرمي بالمفتاح في حظيرة المااااااااع!!
أجهزة أمنية تتبارى فيما بينها لكسب الحاكم، من خلال إظهار ولائها المنقطع النظير، وسيطرتها التامة على العقول والأفواه، وكسب أموال طائلة من خلال بيع ضميرها وذممها، لمن يدفع لها لشراء إنسانيته المعلقة على جدران معتقلاتها …
أما الركيزة الثالثة التي يعتمد عليها الحاكم لصنع قطيع، فهي الدين، الذي يستغله من خلال رجال الدين في صنع  رأي عام وولاء مطلق، وتسليم بأمر الله وقضائه وقدره، مستغلاً غياب وتغييب الفكر الحر، والتنوع السياسي الفكري ومحاربته تحت بند الخيانة.
والركيزة الرابعة والأخيرة هي احتكار السلطة والنظام والحكم، من خلال قولبة الشعب كله ضمن حزب سياسي واحد قائم على التبجيل والتقديس للحاكم الواحد، وإلغاء كل الأحزاب المعارضة الأخرى وتصفيتها، خوفاً من تشكيل فكر معارض للنظام الحاكم قد يضعضع وجوده، وإقناع الشعب بغياب الحاكم البديل، نظراً لأن الحاكم الحالي خلقه الله على قياس هذا الكرسي .. وفصله تحديداً لخير ومنفعة هذا الشعب ..!!
واليوم انتفضت قطعان المااااع العربية على أنظمتها الطاغية لتبني شعباً .. لتتفاجأ أن عقلية الماااع مازالت تسيطر على أنظمتها الجديدة !!!  فأعلنت استمرارها بالثورة، ولن تهدأ حتى تحقق حلمها في بناء شعب سنبني ركائزه في المقال التالي.

26.09.2013

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى