بين قوسينكتاب الموقع

لماذا يا دبي … ؟؟!!

لماذا يا دبي  كنت متشوقة لمغادرة دمشق بحثاً عن أي مكان بعيد عن جعجعة السلاح والقصف والموت .. مكان أتصالح فيه مع نفسي وأعيد التوازن لأفكاري التي بدأت تتخبطها قذارات الاعلام المسيس لاغتيال ما تبقى فينا من أمل وانسان..
وواقع الحال الذي بدأ يفقد كل أمل بانسان … فكانت وجهتي دبي … تلك المدينة التي زرتها مرات عديدة سابقا ولم تعني لي شيئاً سوى أنها صرح معماري مهم يشير الى مدى قدرة الإنسان على البناء عندما يتوفر عاملان .. المال .. والنوايا ..
كنت أقول أنها تفتقر الى روح الشرق وسحر حضارته .. فهي أبنية رائعة فوق الأرض لا جذور لها .. وهي تصلح للعمل ومن يريد بناء مستقبله كأي دولة خليجية تستقطب بمشاريعها وفرص عملها وقوة عملتها الشباب الطامح لبناءمستقبل مهني، وادخار جيد يعيله على بناء بيت وتأسيس أسرة في بلده … قد لا تصح مقارنتها بدمشق وبيروت وعراقتهما التاريخية .. ولا يسعني سوى أن أحترم وبكل تأكيد إرادة التطور والإعمار والبناء التي تتمتع بها  حكومة دبي …
ولكن …. هذه المرة كانت مختلفة بالنسبة لي .. شاهدتها بعينين مختلفتين وقرأتها بمفهوم آخر .. خاصة عندما استقبلتني عبارة قالها الشيخ زايد بن مكتوم  ( اطلاق المشاريع ولا اطلاق الصواريخ …. )  شعرت بغصة في حلقي … بين من يصنع من الصحراء جنة وبين من يدمر الجنة …
هي متألقة .. مساحات واسعة من التشجير واللون الأخضر الذي غزا صحراءها مكلفاً مبالغ طائلة … منحت الصحراء شعوراً بالطبيعة الخلابة ..ابداعات معمارية تحاول مضاهاة أهم الأبنية والتجمعات السكنية في العالم .. ليأتي الأهم .. وهو  المواطن ..
المواطن تلك الكلمة المنسية في قواميسنا والضائعة في زحام صراعات حكامنا لتثبيت عروشهم على مواطنيتنا

هنا شعرت بما تعنيه هذه الكلمة ..وشعرت بالحسد …. المواطن هو كل شيء.. المواطن الذي يتمتع باحترام مطلق وهو الشريك والكفيل والآمر الناهي .. ضرائبه وفواتيره مخففة .. تقدم له البيوت والفلل هدايا …. ويعفى من سداد قروضه .. لأن من أهم أهداف الحكومة هو الحفاظ على مواطنيها وتدليلهم … فهم الأصل وأهل البلد …
قد يكون هناك مشاكل وطبقية وفقراء .. فالكمال لله .. ولكن عندما تسمع كلمة مواطن لا تستطيع إلا أن تشعر بالاحترام  ..
حكومة تفرض احترام مواطنيها .. وتستقطب العقول ورؤوس المال لبناء وإعمار دولتها .. بلد يستحق كل التقدير والاحترام مع العلم أن دبي لا تملك النفط والغاز .. إنما تملك حاكماً فضّل أن يستثمر ما يملك من نفوذ ومال ليصنع من الصحراء جنة …. !!
لن أندب حظ بلداننا ودولنا العربية المنكوبة منذ عقود بمن يصنع من جنتنا مزارع له ولحاشيته .. ويسرق خيراتنا .. فأنا عائدة الى دمشق .. الى جنتي .. وكلي أمل أن يأتي يوم تقدر حكومتنا قيمة ما نملك من طبيعة وحضارة وسحر وجمال .. فكما قال عبد الناصر يوما على بلدنا … (هنا الجنة ) …!!

 

بوابةالشرق الاوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى