بين قوسينكتاب الموقع

مازال يسألني “أين المشكلة ….؟؟؟؟؟”

إلى اليوم وبعد كل هذه الدماء وهذا الدمار .. مازال البعض يسأل:
أين المشكلة ؟؟؟ ولماذا وصلنا الى هنا ؟؟ كنا نعيش بأمان واستقرار، وبراحة بال الى أن جاء هؤلاء الخونة ، وبدأ تنفيذ المؤامرة على بلدنا من قبل دول وحكومات أجنبية غربية ،  تريد تدمير البلدان العربية ، وإعادة رسم خارطتها السياسية والجغرافية على أسس طائفية عرقية ، وتفتيت نسيجها الاجتماعي ، وتدمير قوتها العسكرية وجيوشها العرمرية لمصلحة اسرائيل والسيطرة على ثرواتها لمصالحها الاستعمارية ..!!
أوافق وأبصم بالعشرة على صحة وجود مؤامرة على العرب والعروبة منذ أن زرعوا الكيان الصهيوني في قلبنا العربي .. ولكن بالمقابل يحضرني سؤال يثير حنقي ويستفز غضبي …

ماذا فعل حكام هذه البلدان ومسؤوليها وقياداتها ليحموا البلد من التدمير،  والشعب من الموت ، والجيش من التفتيت ؟؟؟؟

لأجيب نفسي بنفسي : هم أحد العناصر الرئيسية في تنفيذ هذه المؤامرة ….!!
فأي مؤامرة لتكتمل تحتاج الى أطراف من ضمن البلد لتنفذها .. معتمدة على الطمع والفساد والسلطة ..لألتفت من المحيط الى الخليج فأرى هذه العناصر مجتمعة في كل بلاد الضاد .. حكومات معادية للديمقراطية ، ومتمسكة بالسلطة تحت مسمى الملكية أوالمقنعة بالجمهورية ، ترتدي عباءة العلمانية أو عمامة دينية ، ولا تعرف من العلمانية إلا اسمها، ومن الدين الا المتاجرة فيه، لتتحول مع الوقت الى سلطة متجذرة متشعبة عفنة، يصعب اقتلاعها حتى من عقول مواطنيها، التي سيطرت عليهم بالخوف والترهيب وأجهزتها الأمنية ، فلا بديل عنها إلا القتل والاعتقال والتخوين ..

عوامل ممتازة لتنفيذ أي مؤامرة على الشعب العربي … تتوفر في بلداننا بغزارة .. فالمال يشتري النفوس الضعيفة المهمشة اللاوطنية ، والكرسي يشتري أكبر رأس طامح لمصلحة شخصية ، والطمع صفة متوارثة في كراسي المسؤولين .. لتأتي المؤامرة لهم على طبق من فضة .. تنفيذها لا يحتاج الا لشراء ذمم بعض أصحاب القرار وطمعهم وفسادهم ..لتبقى اسرائيل والامبريالية والصهيونية هي الشماعة التي يعلق عليها مسؤولينا عدم رغبتهم في تحريرنا  .. !!!

أعذروني يا أصدقائي فالمشكلة فينا لأننا سمحنا لحكامنا أن يتاجروا فينا وبقضايانا الوطنية ، وأن يبيعوا فلسطين وسوريا لمصالح شخصية .. وما زلنا نصدق أنهم يحمونا من مؤامرة ، هم شركاء أساسيون فيها …. !!
لذلك لن نتحرر فعلاً إلا إذا تحررنا من الفساد وطمع السلطة ومرض الكرسي .. ومازلنا في البدايات ..

 

3.11.2013

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى