بين قوسينكتاب الموقع

هلوسات فيسبوكية …..

هلوسات فيسبوكية صفحات .. مجموعات .. صور .. كلمات .. رسائل .. والكثير الكثير من الانفعالات والنقاشات والمشاجرات ، تنتهي بكبسة زر لتعلن نهاية صداقة أو .. بداية علاقة جديدة …
إدمان من نوع مختلف …. إنه إدمان اللايكات .. والتعليقات ومتابعة الأخبار والصور  .. ومعرفة كيف يفكر هذا الشخص أو ذاك …
مجتمع كامل .. مؤثر لدرجة إشعال ثورات .. واطفائها .. وحرفها عن مسارها ..
صالون أدبي .. ثقافي .. اجتماعي .. سياسي ..
مركز تعارف .. لإقامة علاقات … تنتهي بصداقة جميلة .. أو زواج .. أو تتسبب بطلاق ..
تحول مبتكر الفيسبوك الى أثرى الأثرياء .. وأصبح هذا الموقع من أشهر مواقع العوالم الافتراضية وأكثرها شهرة واقبالاً.
كثرت الشائعات حوله أنه موقع اسرائيلي لسحب معلومات شخصية  بهدف التجسس .. واختراق المجتمعات .. وأنه طريقة سهلة وسلسة وفاعلة لغسل الأدمغة .. ونشر فكرة ..  والسيطرة على العقول.
تحول بفعل الربيع العربي من موقع اجتماعي للتواصل والتعارف ، الى موقع سياسي ثوري لنقل الأخبار والأحداث الجارية على الأرض .. لايصال صرخة، وتوضيح فكرة.
انتقل الصراع  من الأرض الى الفيسبوك ، وتحولت ساحاته الافتراضية الى ساحات قتال وحرب وهجوم ..
أصبح اللاعب الأساسي بتوجيه الصراعات والعلاقات … وقولبتها ضمن فكر محدد. زادت أهميته وتعاظم دوره وتأثيره بسبب حالة القمع والخوف التي سبهها العنف المتصاعد، فأصبح الملاذ الآمن للتعبير عن الرأي والمشاركة في الحدث وبث المشاعروالهموم ، بعيداً عن عيون الرقابة والخوف .. في عالم وهمي أوخلف اسم مستعار.
الفيسبوك هو شكل من أشكال العولمة ، اختصر المسافات وأوصل الفكر والمعلومة والصورة الى كل مكان ..
اعتبره تجربة للديمقراطية .. ومنبراً للحرية .. يدل على مدى وعي الشعوب وقدرتها على استيعاب الحداثة واستخدامها بشكل سلبي أو ايجابي …
وباعتقادي الخاص .. فإن الفيسبوك هو سلاح ذو حدين، ولكن للأسف الكثير اليوم، وبسبب غياب الوعي والحرية المسؤولة ورقابة الضمير يستخدمه للاساءة وتشويه السمعة والتحريض مما انعكست آثاره سلباً علينا .. وزاد التفرقة والحقد والانشقاق ..
أما من يحاول أن يتعامل معه على أنه مساحة افتراضية لنتعلم كيف نمارس فعلاً الحرية والديمقراطية واحترام الآخر مستفيداً من أنه يمنحنا وقتاً للتفكير قبل الاجابة .. ويمنحنا فرصة لنقرأ عدة وجهات نظر ومن زوايا مختلفة لنقيّم الواقع بشكل صحيح ويساعدنا على ايصال الفكرة برسائل قصيرة بسيطة … وباستخدام عبارات راقية وكلمات محترمة ..
فاذا أردنا نستطيع أن نستفيد منه كمنبر  لنشر فكر بناء، وانشاء حوار راق، ونقاش محترم ..قرار شخصي يحتاج الى وعي وإدراك أن الفيسبوك هو مساحة حرة للجميع للتعبير عن الرأي، وأن حريتي يجب أن تحترم حرية الآخر وتنتهي عنده .. لتبدأ حريتنا معاً.

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى