بين قوسينكتاب الموقع

هل سقطت .. الحرية ؟؟؟؟

مؤخراً كثر التسخيف والتحقير لكلمة الحرية، وأصبحت تعتبر كجريمة خيانة أو حرب … وباتت مقرونة بالارهاب والخراب والتدمير .. ومرتبطة بالتطرف والتكفير . . وكل من يقول هذه الكلمة قد يكون عميلاً أو ممولاً من الحركات الصهيونية الامبريالية العميلة .. ويهدف إلى قتل العباد وتفتيت البلاد..
هذا بنظر شريحة كبيرة من الشعب العربي الذي اعتبر نفسه  متضررا من ثورات الربيع العربي والتي رفعت يافطات الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ولبست ثوب الديمقراطية والمساواة ليتفاجأ بركوب حركات دينية متطرفة، أو إخوانية متطفلة على هذه الثورات، التي كشفت عورتها بيافطات اقصائية تحمل العداء لباقي مكونات الشعب، وتعزلهم عن المشاركة في الحياة السياسية المستقبلية … مما عمل على تشويه مفاهيم الحرية والديمقراطية وسقوطها الحر .. !!
هنا .. بدأ التحرك ضد هذه التحركات الدينية، وبدأ العمل على إعادة إحياء الثورة المثقلة بقيم الحرية والمواطنة ، حيث بدأت تثمر في تونس دستوراً جديداً ينعش الآمال(( بقطع منظومة الاستبداد)) .. !! وما زال العمل الثوري مستمراً في مصر،  ومتصارعاً في ليبيا، ودموياً في سوريا من أجل إعادة إحياء الثورة الفكرية، التي حاولت وما تزال الحركات الدينية المتطرفة القضاء عليها ..وإعادة المفاهيم والقيم الانسانية إلى نصابها الصحيح..
فإذا أساء البعض إلى مفهوم الحرية .. هذا لا يعني أن الحرية خطأ وشيء سلبي وسيء ويجب ألا نعلمها لأولادنا وألا نتلفظ بها.
وإذا أساء البعض إلى الاسلام بأن استخدموا اسمه للقيام بعمليات قتل باسم الله،  وتكفير ودعوات لنشر الكره والحقد والبغض ، هذا لا يعني أن الدين سيء،  ويجب محاربة الاسلام والمسلمين ومعاداتهم ..
وإذا أساء البعض إلى الوطن واستباحوا خيراته ، واحتكروه واستبدوا بأهله وناسه وأساؤوا لهم هذا لا يعني أن الوطن قذر ويجب أن نهجره ..
هناك دوماً من يركب الشعارات، ويستخدم المثل والقيم لمصالح شخصية أبعد عما تكون هي عليه .. وهذا لا يعني أن نتوقف عن استخدام هذه القيم ونعاديها ونحارب من يتبناها .. على العكس علينا أن نعمل على إعادة القيم ومفاهيم الحرية،  وسمو الدين وقداسة الوطن إلى مكانها الصحيح في حياتنا .. لتصبح فعلاً حقيقياً معاشاً، وليس مجرد شعارات معلقة في مهب الريح تتقاذفها المصالح ويشوهها المتسلقين .. فالحرية هي تحليق في فضاء الفكر والابداع والتطور .. ولا تسقط أبداً.

29.01.2014

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى