اتفاق أنقرة موسكو لوقف النار في الشمال السوري لم يصمد

 

رغم إعلان روسيا في الساعات الماضية أنها توصلت إلى اتفاق مع أنقرة إلى وقف النار على جبهات الشمال السوري، وتأكيد موسكو ان الجيش السوري أوقف العمليات العسكرية بناء على طلب روسيا، فإن وقف النار الذي حدث فعلا حسب مصدر ميداني” لرأي اليوم ” لم يستمر وعادت العمليات العسكرية من جديد بعد ساعات من الهدوء. وارجعت مصادر تحدثت ” لرأي اليوم ” سبب عودة القتال إلى عدم إلتزام الجماعات المسلحة بوقف النار ومواصلتها قصف مناطق تخضع للحكومة السورية.

وكانت مواقع معارضة تحدثت عن رفض فصائل عسكرية في الشمال لاتفاق وقف النار، وتعهدت بمواصلة القتال. وقالت وسائل إعلام تابعة لتلك الفصائل أنها اشترطت انسحاب الجيش السوري من كافة المناطق والقرى التي تقدم اليها على خطوط الجبهة خلال العملية العسكرية الأخيرة.

هذه الشرط حسب مصدر مطلع كان قد وضعه الجانب التركي على الطاولة أثناء عملية التفاوض مع روسيا على وقف النار، إلا أن الجانب السوري والروسي رفضا هذا الشرط، ومضت تركيا إلى الآتفاق بعد سقوط هذا الطلب. وتوصلت أنقرة إلى اتفاق مع روسيا على وقف النار على كافة جبهات الشمال. وقال المصدر لـ”رأي اليوم” ان وقف النار حسب الاتفاق لن تزيد مدته عن 72 ساعة فقط. وتتعهد أنقرة بموجب الاتفاق بالعمل على أبعاد الفصائل العسكرية عن المنطقة منزوعة السلاح حسب اتفاق سوتشي بين الرئيسين بوتين و أردوغان. كما تتعهد أنقرة بفتح الطريق الدولي بين محافظات حماه وحلب واللاذقية وضمان حمايته.

لكن واقع الجبهات الآن يوحي أن أنقرة لم تتمكن من الزام الفصائل بهذا الإتفاق حيث عادت العمليات العسكرية من جديد. واندلعت اشتباكات على محور الكبينة في ريف اللاذقية شمال غرب البلاد. فيما واصل الطيران السوري قصف لمواقع الجماعات المسلحة في ريف إدلب وحماه.

وتركز القصف على بلدة كفرزيتا شمالي حماة وبلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، تزامنا مع قصف مدفعي على قريتي الأربعين والزكاة في ريف حماة الشمالي الغربي. وحسب معلومات “راي اليوم” فإن الجيش السوري كان يستعد خلال الساعات الماضية إلى اقتحام مدينة خان شيخون الاستراتيجية، تحتوي المدينة على مراكز قيادية لجبهة النصرة وفصائل أخرى متحالفة معها.  كما أن التمهيد الناري للجيش السوري على بلدة الهبيط يوحي كذلك أن الجيش السوري ينوي التقدم اليها.

من ناحيتها نشرت مواقع للمعارضة خبر اغتيال القائد العسكري لسرايا المرابطين التابعة لهيئة تحرير الشام المعروف باسم “حسين أبو عمر” جراء انفجار عبوة ناسفة، صباح الاحد  كانت مزروعة بسيّارته في مخيم خان شيخون الواقع في بلدة قاح شمالي إدلب.

وليس من الممكن التكهن أن كانت موسكو وأنقرة سوف يتمكنان من إنفاذ الاتفاق إلى الحيز العملي وإعادة وقف النار من جديد. هذا يتوقف على قدرة أنقرة إجبار الفصائل العسكرية في الشمال على وقف القتال والخضوع للواقع الجغرافي الجديد الذي أحدثه تقدم الجيش السوري على الجبهات.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى