اتهام نتنياهو بتجيير الأوضاع الأمنيّة للاعتبارات الانتخابيّة وانتقادات للحكومة لعدم تنفيذ خطّة تحصين الشمال وهل تشُنّ إسرائيل حربًا على لبنان للقضاء على الصواريخ الدقيقة؟

 

هاجم وزير الأمن الإسرائيليّ السابِق، موشيه يعلون، ظهر اليوم الاثنين، بشدّةٍ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتهمه بأنّه يقوم بتنفيذ الاعتداءات على كلٍّ من سوريّة، لبنان وحتى العراق لدوافع انتخابيّةٍ، وفي معرض ردّه على سؤالٍ في الإذاعة الإسرائيليّة العامّة (كان)، قال يعلون، المعروف بعدائه الشديد لنتنياهو، قال إنّ العملية التي نفذّها حزب الله أمس كانت فاشلةً وأنّ ردّ جيش الاحتلال عليها كان ممتازًا، وبالتالي، أضاف، فأنا أُحيي الجيش على الردّ الذي قام به بعد العملية، ولكن بالمُقابِل، أضاف يعلون أنّ سياسة نتنياهو الجديدة القاضية بإلغاء الضبابيّة عن العمليات وإعلان الكيان بشكلٍ رسميٍّ عن مسؤوليته عن هذه العمليات، هذه السياسة خاطئة وتجلب للدولة العبريّة أضرارًا بالِغةً.

عُلاوةً على ذلك، تناول الوزير السابق يعلون عملية الإخفاء والتلاعب التي قام بها الجيش الإسرائيليّ حيثُ أعلن في البداية عن وقوع إصاباتٍ في صفوف جنوده، وتمّ تصويرهم، وهم يُنقَلون إلى مستشفى “رمبام” العسكريّ في حيفا للعلاج، لتُعلِن تل أبيب فيما بعد أنّ الحديث يجري عن ألعوبةٍ، وقال يعلون في هذا السياق إنّه ما كان يجب أنْ تُعلِن إسرائيل عن أنّ هذه العملية للتمويه، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الإعلان عنها بشكلٍ رسميٍّ وعن طريق بيانٍ رسميٍّ من الناطق بلسان جيش الاحتلال سيمنع إسرائيل في المُستقبل من العودة على نفس العملية التمويهيّة، قال وزير الأمن السابِق يعلون، الذي عاد واتهمّ نتنياهو بأنّه يقوم باستغلال الأحداث الأمنيّة على الجبهتين الشماليّة والجنوبيّة لاعتباراتٍ سياسيّةٍ، خصوصًا وأنّ الانتخابات العامّة في الكيان ستجري بعد حوالي أسبوعين، وتحديدًا في السابع عشر من شهر أيلول (سبتمبر) الجاري، كما قال يعلون.

في السياق عينه، تتوالى التعليقات الإسرائيليّة على الإخفاق الكبير لجيش الاحتلال أمام الضربة التي تلقاها أمس من قبل المقاومة الإسلامية في قرية صلحا المحتلة، فمن ناحيته، وجّه رئيس ما يسمّى “المجلس الإقليمي الجليل الأعلى” غيورا زلتس صباح اليوم خلال مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال انتقادًا للحكومة الإسرائيليّة، التي بحسب إدعائه لم تطبّق الخطة المتعددة السنوات لـ”تحصين الشمال”، والتي كان من المفترض أنْ يتم تنفيذها في شهر كانون الثاني (يناير) الأخير، على حدّ تعبيره.

واعترف زلتس بأنّ هناك إخفاقًا كبيرًا، مضيفًا يوجد في المجلس عندي 8000 منزل سكني، وفي 3000 منها لا يوجد غرف محصّنة، وبرّرّ رئيس المجلس الإقليميّ زلتس قراره بعدم فتح الملاجئ أمس قائلًا إنّه عندما يجري الحديث عن منطقة خطّ مواجهة، ليس هناك وقتٌ للوصول إلى الملاجئ. الركض إليها قد يكلّف حياة البشر، كما قال لإذاعة جيش الاحتلال.

من ناحيته، تطرّق عضو المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغِّر (الكابينت) وزير الأمن الداخليّ، غلعاد إردان تطرّق صباح اليوم الاثنين خلال مقابلةٍ مع إذاعة جيش الاحتلال إلى الوضع الأمنيّ في الشمال، وقال إردان في معرض ردّه على سؤالٍ: إذا كنّا نريد الخروج لمواجهةٍ عسكريّةٍ واسعةٍ، فإنّ هذا سيحصل بتوقيت مُريحٍ لنا من الجانب الأمنيّ والعسكريّ، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ مستعدٌّ لكلّ سيناريو مُحتمل، كما قال. يُشار إلى أنّه في ساعات الظهر من اليوم الاثنين، أصدر رئيس الوزراء نتنياهو أوامره لجميع الوزراء بعدم الإدلاء بتصريحاتٍ عن عملية حزب الله أمس دون الإفصاح عن السبب.

وبعنوان “صباح متوتر بعد النار: مستعدون لمختلف السيناريوهات‎”، قال موقع القناة 12 في التلفزيون العبريّ إنّه بعد ساعات من التوتر والفزع في مستوطنات الشمال بالأمس، مرّت هذه الليلة بهدوء وأيضًا صباح اليوم الاثنين الروتين مستمر.

وأشار الموقع إلى أنّ المسؤولين في المؤسسة الأمنيّة بكيان الاحتلال يأملون في أنْ تكون الجولة الحالية قد انتهت، لكن مع ذلك يحافظون على جهوزية عالية، لافتًا إلى أنّ المتحدث باسم الجيش، الجنرال رونين مانيليس، أفاد أنّ الجيش يُواصِل الحفاظ على مستوى جهوزية عالٍ، على الصعيدين الدفاعيّ والهجوميلمختلف السيناريوهات. ومع ذلك، تابع الموقع، رُفعت كلّ القيود التي فُرضت على السكان في المجال المدنيّ، باستثناء الأعمال في الحقول المتاخمة للسياج الحدوديّ، كما نقل عن مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في تل أبيب.

من ناحيته، قال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ قال إنّ قضية “مشروع الصواريخ الدقيقة” لا تزال نهايتها بعيدة، إذْ أنّه منذ عدّة سنواتٍ تُصرّح إسرائيل بأنّ تزويد حزب الله بمثل هذا السلاح وإقامة خط إنتاجٍ لسلاحٍ كهذا على الأراضي اللبنانيّة هما خطان أحمران بالنسبة إليها، والآن أُضيف تفجير المنشأة في الضاحية إلى الهجمات الكثيرة التي نُسبت إليها ضدّ شحنات سلاح من الأراضي السورية بصورةٍ غيرُ مسبوقةٍ.

وتابع: بالنسبة لمتخذي القرارات في إسرائيل، هذه المعضلة ستتكرر في المستقبل: هل نهاجم في الأراضي اللبنانية ونخاطر بالتصعيد، إلى حدّ احتمال نشوب حربٍ بهدف منع تعاظُم قوة العدو؟ وهل الخوف من انتقال مئات الصواريخ الدقيقة إلى حزب الله، بحسب التقديرات لدى الحزب حالياً بضعة عشرات، يُبرِّر شنّ هجومٍ يُمكِن أنْ يؤدي إلى حربٍ؟

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى