استقبال خامنئي شخصيا لأمير قطر يؤشر على وجود رسالة مهمة يحملها الشيخ تميم لطهران تختلف عن كل الرسائل الامريكية السابقة

 

استقبال المرشد الإيراني السيد علي خامنئي لأمير دولة قطر الشيخ تميم ال ثاني في طهران أمس، تؤكد أن الأخير حمل رسالة إلى طهران غاية في الاهمية، فالسيد على خامنئي لا يستقبل كل الضيوف الوافدين إلى إيران، وأن كانت بعض المصادر تقول ان سبب استقبال للمرشد لأمير قطر كونها الزيارة الأولى التي يقوم إلى طهران منذ توليه الحكم عام 2013.

إلا أن هذا لا يعني الكثير في التقاليد السياسية والدبلوماسية الايرانية، كما أن تحليلات أخرى ذهبت باتجاه أن الزيارة جاءت على وقع معلومات عن خروج الصواريخ التي استهدفت الجنرال قاسم سليماني في العراق قبل أيام جاءت من قاعدة العديد في الدوحة، وإن الأمير القطري جاء ليوضح هذه المسألة، وهذا أيضا تحليلا بعيدا عن الواقع بعد ما تبين أن كل التقارير التي تحدثت عن مصدر الصواريخ ليست دقيقه تماما، وحتى لو خرجت الصواريخ من قاعدة العديد في قطر فإن ذلك لن يدفع إيران إلى اسهداف قطر.

ويبدو وصول أمير قطر إلى طهران في ظل هذا التصعيد الكبير بين الولايات المتحدة وإيران، لا يبتعد عن إطار الوساطة، وسفر أمير قطر بنفسه واستقبال المرشد علي خامنئي له في ظل هذه الظروف يعني شيئا واحدا وهو أن الأمير يحمل رسالة في غاية الأهمية تحتاج إلى موافقة السيد الخامنئي أو بالحد الأدنى إقناعه بمضمونها، ومناقشتها وربما أخذ أجوبة مباشرة عليها.

وبالتالي كل الكلام عن العلاقات الثنائية والتعاون المشترك والاتفاقات الاقتصادية ليس سوى أحداث جانبية على هامش مهمة دبلوماسية على درجة من السرية والأهمية، وقد تكون رسائل الولايات المتحدة هذه المرة لإيران مختلفة عن كل الرسائل السابقة من حيث أهميتها ومضمون لأفكار الواردة فيها، ولكن ماهو جواب المرشد علي خامنئي عليها هذا يحتاج إلى وقت والى رصد مستوى التوتر القائم حاليا في المنطقة، خاصة أن إيران وحلفاءها أخذوا قرارا عمليا بالمواجهة وتحقيق هدف طرد القوات الأمريكية من المنطقة، وقرار التصعيد الاستراتيجي كما تسميه مصادر قريبة من إيران، سيبدأ فورا، ولكنه سوف يتصاعد بشكله الكثيف والبارز في النصف الثاني من هذا العام، عندما تنطلق الحملات الانتخابية للرئاسة الأمريكية.

وكان لافتا تواجد وفد سياسي سوري في طهران تزامنا مع وصول أمير قطر الشيخ تميم، وكان الوفد السوري برئاسة رئيس الوزراء السوري عماد خميس ويضم وزير الخارجية وليد المعلم والدفاع . تقول مصادر سورية أن الزيارة كانت مقررة مسبقا وقد لا يكون لها علاقة مباشرة بوجود القطريين بذات الوقت.

الا ان اللافت للنظر ان وجود المعلم في طهران مع وصول أمير قطر، سبقه وجود السيد المعلم في موسكو تزامنا مع وجود الرئيس أردوغان هناك، خلال القمة التي عقدت بين الأخير والرئيس بوتين في الثاني والعشرين من أكتوبر الماضي، وما بين المصادفتين تقع زيارة خاطفة وغير معلنة للرئيس بوتين إلى دمشق وعقده قمة مع الرئيس الاسد قبل أن يغادر في اليوم التالي إلى أنقرة للقاء الرئيس اردوغان، تلك تحركات تشي أن ثمة تغييرات مرتقبة في الإقليم. وإن تلك المستجدات لن تجد طريقها إلى العلن حتى يتم انضاجها من قبل كافة الأطراف المعنية بها.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى