اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وقوات تركية بريف رأس العين شمال شرق سوريا والجيش الأمريكي يعيد تموضع قواته في سوريا ويبني قواعد جديدة قرب حقول النفط بدير الزور

 

اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة اليوم السبت بين وحدات الجيش السوري وقوات تركية وفصائل موالية لها، في قرية أم شعيفة بريف رأس العين شمال شرق سوريا في سياق متصل ذكرت وكالة “هاوار” الكردية، أن القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها قامت بشن هجمات اليوم السبت على قرى قبر صغير وأم شعيفة في ريف تل تمر شمال شرقي سوريا، وباستهداف نقاط تابعة للجيش وسط أنباء عن سقوط ضحايا في صفوف الجيش.

بدوره ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن قوات الجيش السوري تمكنت الجمعة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من استعادة السيطرة على قرية “أم شعيفة” الواقعة على الطريق بين تل تمر وأبو راسين في محافظة الحسكة، وسط اشتباكات عنيفة تدور في محاور تلك المنطقة بريف رأس العين.

يذكر أن تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية تركية الأحد الماضي إلى الأراضي السورية من محور ريف رأس العين، حيث أقامت القوات التركية تحصينات في بعض المناطق، في وقت تستكمل فيه وحدات الجيش السوري انتشارها في القرى والبلدات من تل تمر إلى ناحية أبو راسين في ريف رأس العين، وعلى طريق الدرباسية رأس العين بريف الحسكة الشمالي شرقي.

الى ذلك لجأ الجيش الأمريكي إلى تغييرات في خارطة انتشار قواته في سوريا، وتعزيز وجوده قرب حقول النفط، إثر عملية “نبع السلام” التي نفذتها تركيا في منطقة شرق نهر الفرات، لتطهيرها من إرهابيي تنظيمي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين.

وكانت القوات الأمريكية أخلت أكثر من نصف قواعدها في سوريا خلال “نبع السلام”، إلا أنها عادت مجددًا إلى بعض تلك القواعد وبدأ التدخل الأمريكي في الحرب بسوريا، سبتبمر/ أيلول 2014، مع تنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم داعش.

واعتمد الجيش الأمريكي على “ي ب ك/ بي كا كا” كقوة برية في مواجهة خطر داعش المتصاعد، حيث زودت واشنطن “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي بالأسلحة، فضلًا عن الغطاء الجوي وعزز الجيش الأمريكي من وجوده على الأرض من خلال تأسيس نقاط عسكرية وقواعد في المناطق التي احتلها “ي ب ك/ بي كا كا”، لتكسب زخمًا أكبر اعتبارًا من 2015.

ومن خلال وحدات خاصة ومعدات موجودة في تلك القواعد والنقاط العسكرية، قدمت الولايات المتحدة الدعم لعمليات “ي ب ك/ بي كا كا” ضد داعش، ووفرت الحماية له ورغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي رغبته في سحب الجنود الأمريكيين من سوريا، إلا أن الوجود العسكري ما يزال متواصلا هناك.

القواعد والنقاط العسكرية الأمريكية في سوريا قبل “نبع السلام كانت القوات البرية الأمريكية منتشرة في 22 نقطة داخل سوريا تستخدمها كقواعد ونقاط عسكرية قبل انطلاق عملية نبع السلام في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تضم نحو ألفي عسكري.

وتتوزع تلك القواعد والنقاط كالآتي:

5 في محافظة الحسكة منتشرة في مناطق؛ رميلان، الوزير، تل بيدر، صوامح صباح الخير، و الشدادي.

4 في دير الزور منتشرة في مناطق؛ حقل العمر النفطي، حقل كونكو للغاز الطبيعي، وحقلي الجفرة، والتنك للنفط والغاز الطبيعي.

5 في الرقة منتشرة في مناطق؛ الطبقة، حاوي الهوا، جزرا، معمل السكر، عين عيسى.

5 في عين العرب التابعة لمحافظة حلب منتشرة في مناطق؛ خراب العشق، السبت، الجلبية، مشتى نور، وصرين.

3 في منبج التابعة لحلب، منتشرة في مناطق؛ السعيدية، الدادات، والصوامع.

الولايات المتحدة انسحبت من 16 قاعدة ونقطة عسكرية خلال “نبع السلام وبحسب مراسلي الأناضول في المنطقة، ومصادر محلية، فإن القوات الأمريكية انسحبت من 16 قاعدة ونقطة عسكري خلال عملية “نبع السلام”، ابتداءً من منبج مرورًا بعين العرب والرقة وصولا إلى الحسكة.

ومع انسحاب القوات الأمريكية من كافة قواعدها ونقاطها في الرقة ومنبج وعين العرب، أبقت على وجودها في دير الزور الغنية بالنفط، وقواعدها في الحقول النفطية بالحسكة.

وقبل نبع السلام بأيام، أخلت القوات الأمريكية 4 نقاط مراقبة على الحدود مع تركيا وانسحبت من قواعد ونقاط تل البيدر وصوامح صباح الخير والوزير في الحسكة، والطبقة وحاوي الهوا، وجزرا، ومعمل السكر وعين عيسى في الرقة، وخراب العشق والجلبية والسبت، ومشتى نور وصرين في عين العرب، إضافة إلى السعيدية والدادات، والصوامح في منبج.

الجيش الأمريكي عاد إلى 6 قواعد ونقاط عسكرية بعد توقف “نبع السلام بالتزامن مع توقف عملية نبع السلام، عاد الجنود الأمريكيون إلى بعض القواعد والنقاط العسكرية التي أخلاها خلال العملية.

وعادت القوات الأمريكية إلى كافة قواعدها في الحسكة، وقاعدة صرين جنوبي عين العرب، مع توقعات بانسحابها من الأخيرة لغموض الوضع حولها كما أعادت قواتها إلى قاعدة جزرا في الرقة، وأرسلت عددا قليلا من الجنود من أجل حماية قاعدة معمل السكر، في وقت لم تعد فيه إلى منبج أبدًا.

تأسيس قواعد جديدة في دير الزور أعلنت وكالة الأناضول في 4 نوفمبر/ تشرين الأول الحالي، بدء الولايات المتحدة، في بناء قاعدتين بدير الزور، وإرسال تعزيزات إلى تلك المناطق بلغ قوامها مابين 250 و300 جنديا، إضافة إلى آليات ومصفحات وراجمات صواريخ ومع كل هذه التطورات، يواصل الجيش الأمريكي تسيير دورات في مناطق حقول النفط الواقعة تحت احتلال “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي في سوريا.

 

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى