الاشتباك الصاروخي فوق دمشق : مخاوف من شرارة في البيدر!

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 ثلاثة مشاهد في الحدث السوري نقلت الاهتمام مؤخرا إلى الساحة السورية رغم انشغال العالم بعدة قضايا أبرزها تطورات الوضع في أوروبا وفي الداخل الأمريكي.

ونبدأ من آخر هذه المشاهد، حيث رسم المشهد تنفيذا سريعا لتهديدات نتياهو الأخيرة باستئناف ضرب مايسميه مواقع إيرانية في سورية، والتي كان من أهمها الاشتباك الصاروخي الذي جرى أمس في سماء سورية وامتد سريعا إلى الخضيرة في منطقة حيفا وفي منتصف الطريق بين تل أبيب وحيفا، وهذا المشهد السريع والواضح في تأثيراته يجعل من المفيد قراءة العلاقات الروسية الاسرائيلية بعد سقوط الطائرة الروسية قبل أشهر إثر تلطي الطائرات الإسرائيلية وراءها.

المشهد الثاني وهو الانسحاب الأمريكي، ومحاولة أميركا إحلال الجيش التركي في الفراغ الحاصل، والذي قرأه المحلل السياسي السوري في مختلف وسائل الإعلام على أنه هزيمة أمريكية ، وهو مشهد يمكن أن يفتح على قراءة جديدة لتطورات الحرب في سورية إذا ما تولدت منه التداعيات التي تريدها أميركا ومن بينها نسف كل التفاهمات التي تمت بين الروس والأتراك عبر أستنة والتي قلبت كفة الميزان لصالح الدولة السورية ، أو نشوء اشتباك عسكري تركي سوري واسع يأخذ بعدا أكثر من اقليمي.

أما المشهد الثالث فهو الدينامية النشطة في التواصل العربي مع سورية (زيارة الرئيس السوداني ، زيارة متوقعة للرئيس العراقي، زيارة اللواء محمد المملوك إلى القاهرة )، وهو مشهد أقل مايقال فيه بأنه نقلة نوعية في سياق الحرب في سورية والتي نتج عنها قطيعة واسعة مع النظام الرسمي العربي الذي تجمعه مؤسسة الجامعة العربية ..

 ومع آخر مستجدات الاشتباك الصاروخي الذي حصل خلال الليلة الماضية (25 كانون الأول 2018) نقلت مواقع مختلفة عن مصدر ميداني أن ​الجيش السوري​ استخدم ​صواريخ​ جديدة لأول مرة، وهو تسريب يراد منه التأكيد على أن التسلح السوري الصاروخي يحمل مفاجأة كثيرة غير تلك التي تتعلق بصواريخ إس 300 الروسية التي زودت فيها سورية .

 وكان سهلا على سكان العاصمة السورية وريفها ملاحظة خطوط الاشتباك التي رسمتها الصواريخ في سماء دمشق وريفها ، في وقت احتفلوا فيه بتميز بعيد الميلاد ويتهيأون للاحتفال برأس السنة وهذا مالم تشهده الحرب بهذه الصورة طيلة السنوات التي مرت منذ آذار 2011.

ورغم أن الشرارة لم تشعل البيدر في ضربات صاروخية إسرائيلية وبواسطة الطائرات وأدت إحداها إلى سقوط طائرة إسرائيلة فإن الشرارة الآن قد تكون أكثر فاعلية من قبل مع التوتر الذي يسود الاقليم كله. رغم أن المصدر العسكري السوري اكتفى بالقول إن الدفاعات الجوية السورية قد تصدت لأهداف فوق دمشق وأسقطت عدداً من الصواريخ، وكأن الحدث لايهز مفرق شعر الناطق العسكري الذي غدا اليوم أكثر قدرة على التعبير عن قوة الدولة السورية وفعلها !

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى