البشير يحظر التجمعات والمحتجون مصرون على مواصلة تحركهم

 

صعّد الرئيس السوداني عمر البشير موقفه من الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من شهرين ضد الحكومة، إذ حظر التجمعات غير المرخص لها من السلطات وفرض سلسلة إجراءات أخرى في إطار حال الطوارئ التي أعلنها قبل ثلاثة أيام. وسارع منظمو الاحتجاجات الى الرد بالدعوة الى النزول إلى الشارع فوراً وتحدّي الإجراءات الجديدة. وكان البشير أعلن يوم الجمعة الماضي حال الطوارئ في جميع أنحاء البلاد.

وقالت الرئاسة في بيان: «أصدر رئيس الجمهورية أوامر وفقاً لحالة الطوارئ تحظر التجمهر والتجمعات أو أي مواكب غير مرخّص لها» كما تحظر «إغلاق الطرقات العامة أو إعاقة حركة السير». وشملت الإجراءات الرئاسية إعطاء «القوات الأمنية حقّ دخول المباني والتفتيش الشخصي للأفراد». وحظرت الأوامر «نشر وإعداد أي أخبار تضرّ بالدولة أو المواطنين أو تدعو لتقويض النظام والدستور عبر أي وسائط مرئية أو مسموعة أو مقروءة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي». ويتعرض من ينتهك هذه الأوامر لعقوبة قد تصل الى السجن لمدة عشر سنوات.

وجاء هذا الإعلان بعدما تظاهر مئات السودانيين في الخرطوم في تحد لحالة الطوارئ التي فرضها الرئيس بهدف وضع حد للتظاهرات المناهضة لحكومته ورداً على إعلان الرئاسة الجديد، دعا تجمّع المهنيين السودانيين الذي ينظّم الاحتجاجات المحتجّين إلى الخروج في تظاهرات فوراً. وجاء في بيان للتجمع: «ندعو جماهير شعبنا العظيم وثواره في جميع أنحاء العاصمة القومية والولايات، في المدن والقرى، وفي الأحياء والفرقان للخروج إلى الشوارع الآن للتظاهر والتعبير عن رفضنا الكامل لأوامر الطوارئ».

وخلال النهار، هتف مئات المتظاهرين الذين تجمعوا وسط الخرطوم «حرية، سلام، عدالة»، بحسب ما روى شهود. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب عليهم الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم. وصرّحت متظاهرة عرّفت عن نفسها باسم أريج: «نحن نتحدّى النظام، ولا نخاف من حال الطوارئ، وأمامنا هدف واحد وهو إجبار الرئيس على التنحي». وخرج متظاهرون الى الشوارع في أحياء بري وشمباط والديم، بحسب شهود.

وأصبح حي بري ساحة للتظاهرات شبه اليومية حيث يغلق المتظاهرون الشوارع بإحراق الإطارات وجذوع الأشجار. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب كذلك الغاز المسيل للدموع داخل حرم جامعة الأحفاد للبنات في أمّ درمان، المدينة التوأم للخرطوم، بعد أن نفّذت الطالبات وقفة احتجاجية.

وقال شاهد إن «الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع عندما خرج عدد من الطالبات من حرم الجامعة وهتفن بشعارات، فسقطت عبوات الغاز في حرم الجامعة». ووجهت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا انتقادات للبشير لفرضه حال الطوارئ، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث الخطوات المقبلة في إطار الاستعدادات لإنهاء مهمة حفظ السلام في دارفور في غرب السودان.

ودعا السفير الأميركي بالوكالة لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهين الخرطوم إلى «احترام حقوق جميع الأفراد في السودان» وإلى «وضع حدّ فوري للعنف في قمع الاحتجاجات السلمية». وقال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ستيفن هايكي إن فرض البشير حالة الطوارئ وسلوك قوات الأمن «يطرحان تساؤلات حول التزام الحكومة تحقيق تقدم على صعيد حقوق الإنسان وسيادة القانون وإصلاح الأجهزة الأمنية». ودعت فرنسا إلى ضبط النفس وطالبت السلطات السودانية «باحترام حرية التجمّع والتعبير».

 

صحيفة الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى