الجبهة السورية، معركة صواريخ كبرى!

خاص  بوابة الشرق الأوسط الجديدة

توتر الوضع بين سورية وإسرائيل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وبعد أيام قليلة على اجتماع جرى الحديث عنه لضباط في الجيش الإسرائيلي مع ضباط روس، بشأن قيام إسرائيل بضرب ماتسميه أهداف إيرانية داخل الأراضي السورية.

ومع انتهاء الساعة الأولى من فجر الاثنين نشأت واحدة من أكبر المعارك الصاروخية في الصراع العربي الاسرائيلي بين الصورايخ الاسرائيلية والصواريخ المضادة لها في سماء مدينة دمشق .

وكعادة السوريين قابلوا المعركة الصاروخية الواسعة في سماء دمشق بحماسة، حيث كانت النوافذ مفتوحة رغم البرد الشديد، وكان بعض السكان على الشرفات والأسطحة يتابعون تصدي الصواريخ السورية للهجمات الاسرائيلية المتتالية التي كان يمكن متابعتها من أي مكان في العاصمة السورية ومحيطها..

وفي تقرير يحمل تفسيرات وتأويلات ذات معنى في سياق الدور الروسي في سورية قالت وكالة سبوتنيك الروسية أنه وبعد نحو 55 دقيقة من القصف الصاروخي الإسرائيلي المتواصل للداخل السوري، عاد الهدوء الحذر ليعم الأجواء، بحسب مصدر عسكري ميداني في الجنوب السوري كشف عن معلومات مسبقة أسهمت بنجاح الدفاعات السورية بإفشال الهجوم الإسرائيلي.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن المصدر قوله : “إن الجيش السوري الذي رصد خلال الأيام الأخيرة تحركات إسرائيلية غير اعتيادية في الجولان السوري المحتل، رفع جاهزية وحداته الدفاعية واتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لشن عدوان إسرائيلي واسع محتمل، وغير مسبوق، وذلك بعدما استقدم جيش الاحتلال بطاريات صواريخ أرض-أرض إلى تخوم الجولان”. وأضاف: “منذ الصباح الباكر أبلغت قيادات عسكرية، جنوبي البلاد، وحداتها، أن الجيش الإسرائيلي سيشن عدوانا واسعا على مواقع سورية، يشابه عدوان شهر مايو/أيار 2018، حيث تم اتخاذ كل الترتيبات الدفاعية اللازمة لإحباط الهجوم”.

وقد غصت صفحات التواصل الاجتماعي، وتبادل المواطنون السوريون الصور التي التقطوها للمعركة الصاروخية الكبيرة، والتي كثفها الناطق العسكري السوري ببلاغ واحد بعد نحو ساعة ونصف من بدء المعركة قال فيه :

” في تمام الساعة /10ر1/ من فجر يوم الاثنين الواقع في 21-1-2019 قام العدو الإسرائيلي بضربة كثيفة أرضاً وجواً وعبر موجات متتالية بالصواريخ الموجهة، وعلى الفور تعاملت منظومات دفاعنا الجوي مع الموقف واعترضت الصواريخ المعادية ودمرت أغلبيتها قبل الوصول إلى أهدافها..”

وقد قطعت وسائل الإعلام السورية برامجها الاعتيادية ليلا لتغطية التطورات، وصعد مراسل الأخبار المعروف جعفر يونس إلى سطح مبنى التلفزيون لينقل بثا مباشرا للمعركة. وقال مراسل أخبار التلفزيون من لبنان “إن العدوان الإسرائيلي تم من فوق الأراضي اللبنانية ومن فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة واستخدم مختلف أنواع الأسلحة لديه وتمكنت الدفاعات الجوية من التصدي لمعظم الأهداف المعادية. وبيّن المراسل أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت عشرات الأهداف المعادية التي أطلقها العدو الإسرائيلي باتجاه الأراضي السورية.”

ولم تكن أحداث هذه الليلة الساخنة منفردة، بل إن وسائط الدفاع الجوي السوري كانت تصدت عند الصباح لهجمة صاروخية استهدف المنطقة الجنوبية، وأجهضتها بوسائط دفاع كثيفة، وقالت مصادر روسية إن السوريين أسقطوا الصواريخ السبعة التي أطلقت عند الصباح، ولم تحدث أي أضرار أو إصابات. وقرأت وكالة سبوتنيك هجمات الصباح بأنها كانت جس نبض لمعركة الليل الكبيرة.

وفي المصادر الاسرائيلية، كسرت إسرائيل حدة الرتابة التي كانت تُضفيها على مثل هذه الأعمال وتقابلها بالصمت وبتصريحات سياسية عن استهداف الوجود الإيراني في سورية، فأعلنت هذه المرة وسريعا عبر ناطق إسرائيلي، إنه تم قصف مواقع تابعة لـ”فيلق القدس” الإيرانية بسورية.

ونقلت المحطات الفضائية ووكالات الأنباء تصريحا للناطق باسم الجيش الاسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان مقتضب على “تويتر”، أنه جرى استهداف مواقع تابعة لإيران في سورية، دون أن يقدم تفاصيل أو يحدد المنطقة أو المناطق التي تم قصفها.

والغريب أنه تم تحذير سورية  من محاولة استهداف “إسرائيل”، رداً على هذا القصف.

ومنذ صباح اليوم نفسه أعلنت سورية عبر وسائل إعلامها عن تفجير عبوات ناسفة واعتقال أحد الارهابيين في دمشق.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى