تصدير الأزمات: هل هناك علاقة بين العدوان ضدّ سوريّة وبين بثّ التلفزيون العبريّ تسجيلاتٍ مُسّربةٍ تثبت مرّةً أخرى تورّط نتنياهو بالرشاوى؟ نعت “صديقه” بالكلب؟ وزوجته تكره العرب!

 

لطالما اتُهِم أقطاب دولة الاحتلال بمُحاولاتٍ لتصدير أزماتهم الداخليّة إلى الخارج بهدف صرف النظر عمّا يجري في تل أبيب: ليلة الأربعاء ، كانت إحدى أسود وأحلك الليالي على رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، فقد عرضت القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ تسجيلاتٍ مُسرّبةٍ له ولزوجته ولنجله الأكبر يائير، تؤكِّد مرّة أخرى، بحسب الاشتباه، تورّط العائلة في أعمال الغشّ والاحتيال وتلّقي الرشاوى، علمًا أنّ المحكمة المركزيّة في القدس ستبدأ النظر في لوائح الاتهّام المُوجهة ضدّ نتنياهو يوم السادس من شهر كانون الأول (ديسمبر) القادم، أيْ بعد أسبوعيْن.

وقبل الخوض في ما تضّمنته التسجيلات، يجِب توجيه السؤال: هل هناك علاقة بين النشر الذي حشر نتنياهو في الزاوية وبين العدوان الذي شنّه سلاح الجوّ الإسرائيليّ ضدّ سوريّة فجر  الأربعاء، أيْ بعد عدّة ساعاتٍ من البثّ التلفزيونيّ المُورِّط؟ حتى اللحظة، لم ينبرِ أيّ مصدرٍ أمنيٍّ أوْ سياسيٍّ في تل أبيب كي يربط بين الواقعتيْن، علمًا أنّ وزير العلوم، يوفال شطاينتس، تفاخر في حديثٍ للإذاعة الإسرائيليّة الرسميّة باللغة العبريّة، صباح الأربعاء، بما أسماها العمليّة النوعيّة التي قام بها سلاح الجوّ ضدّ أهدافٍ إرهابيّةٍ في سوريّة، دون أنْ يُدلي بتفاصيل أخرى.

وبحسب التسجيلات التي بثّها التلفزيون العبريّ، وصف نتنياهو، في مكالمةٍ هاتفيّةٍ مسربةٍ، رئيس تحالف “يمينا” نفتالي بنيت بـ”الكلب الصغير”. وبث برنامج “همكور”، وبالعربيّة المصدر، الذي يُعرض على القناة 13 في التلفزيون العبريّ في حلقتيْن اثنتيْن، تسجيلاتٍ لمكالماتٍ هاتفيّةٍ بين نتنياهو، وأحد أبرز مقربيه سابقًا نير حيفتس، الذي  تحوّل لاحقًا إلى “شاهد ملك”، في ملّفات الفساد ضده. كما بثّ تسجيلاتٍ تُظهِر إلى أيّ حدٍّ تتدّخل زوجة نتنياهو في كلّ شاردةٍ وواردةٍ.

وأعطى حيفتس، الذي كان الأكثر نفوذًا في حاشية نتنياهو، محققي الشرطة الإسرائيليّة، تسجيلات مكالماته الهاتفية مع نتنياهو. وتعود المكالمة إلى شباط (فبراير) 2018، بعد أنْ انتقد بنيت، الذي كان وزيرًا آنذاك في حكومة نتنياهو، حيث انتقده على نطاق واسع، في قضايا الفساد ضده، فاتصل حيفتس بنتنياهو بعد هذه الانتقادات. وقال حيفتس لنتنياهو في المكالمة: “تبينّ أنّ بنيت عديم القيمة” فردّ عليه نتنياهو “نعم. حسنًا، إنه كلب صغير”. وقال حيفتس في المكالمة: “إنّه غبي”، وهي عبارة أيّدها نتنياهو.

بالإضافة إلى ذلك، بيّنت التسجيلات مدى تسلّط زوجة نتنياهو على عملية اتخاذ القرارات في إسرائيل، وتدّخلها في التعيينات الرسميّة والمُهّمة، وما يجِب قوله في التلفزيون من قبل مُوفدي رئيس الوزراء، وفي هذا السياق قال رجل الأعمال الإسرائيليّ، روني مانا، للتلفزيون العبريّ في معرِض شهادته، قال إنّ الوسيلة الوحيدة للتقرّب من نتنياهو هي التودّد والتقرّب من زوجته، وأيضًا منحها الهدايا الثمينة، مُقّرًا أنّه كان يُعطيها الهدايا الثمينة، بناءً على طلبها.

وتطرّق رجل الأعمال مانا، الذي كانت تربطه وزوجته علاقاتٍ متينةٍ مع نتنياهو وعقيلته، تطرّق إلى شخصٍ يُدعى يوسي ليفي، وهو من أصولٍ مغربيّةٍ ويُدافِع عن رئيس الوزراء الإسرائيليّ، حيث قال مانا إنّ زوجة نتنياهو تكره ليفي لأنّه يُشبِه العرب، على حدّ قوله، لافِتًا إلى أنّه هو نفسه وأيضًا ليفي والكثير من رجال الأعمال منحوا زوجة رئيس الوزراء هدايا، طبقًا لحديثه.

 

 

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى