تل أبيب تزعم تشكيل الحلف الثلاثيّ الأمريكيّ-الروسيّ-الإسرائيليّ لمُواجهة طهران بسوريّة والذي تخشاه جدًا الجمهوريّة الإسلاميّة وتؤكّد أنّ وُجهة إيران نحو الحرب

 

على الرغم من التحذيرات اليوميّة الصادِرة من كيان الاحتلال حول إمكانية اشتعال الجبهة الجنوبيّة مع المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، يُلاحَظ أنّ الإعلام العبريّ يصُبّ جُلّ اهتمامه بالتطورّات على الساحة الشماليّة، وتحديدًا فيما يتعلّق بسوريّة، إيران وحزب الله، وللتدليل على هذا الاهتمام الكبير لكيان الاحتلال الإسرائيليّ بما يجري على الجبهة الشماليّة تكفي الإشارة في هذه العُجالة إلى المُستشرِق الإسرائيليّ، د. تسفي بارئيل، الذي يعمل في صحيفة (هآرتس) العبريّة، مُحلِّلاً للشؤون العربيّة والشرق أوسطيّة، والذي أكّد اليوم الأحد، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب قولها إنّ لأوّل مرّة يتشكّل ما أسماه بـ (الحلف المُقدّس الثلاثيّ)، المُكوَّن من روسيا، والولايات المُتحدّة الأمريكيّة وإسرائيل ضدّ إيران وتواجدها العسكريّ في سوريّة بدعوةٍ من النظام الحاكم في دمشق، ووردت أقواله في سياق تحليل تداعيات وتبعات المؤتمر الـ”مُهّم جدًا”، والذي سيُعقد بالقدس المُحتلّة بين مُستشاري الأمن القوميّ من موسكو، واشنطن وتل أبيب، في الأيّام القليلة القادمة.

وفي السياق عينه، قال المُستشرِق إيهود يعاري، مُعلِّق الشؤون العربيّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ واستخباراتيّةٍ في تل أبيب، قال إنّ الهجوم الأخير الذي استهدف جبل الشيخ في الأسبوع الماضي بالصواريخ، التي أُطلقت من سوريّة، هو عمليًا مُبادرةً إيرانيّةً، زاعِمًا في الوقت عينه إلى أنّه يتحتّم على صُنّاع القرار في تل أبيب أنْ يتعاملوا مع الحدث كجزءٍ من العمليات (الإرهابيّة)، التي قامت إيران بتنفيذها ضدّ أهدافٍ في ميناء الفُجيرة، التابع لدولة الإمارات العربيّة المُتحدّة، وضدّ منشآتٍ نفطيّةٍ في قلب المملكة العربيّة السعوديّة، والتي تؤكّد بالدليل القاطع أنّ طهران باتت تُعاني كثيرًا من الحصار المفروض عليها، ومن العقوبات الأمريكيّة التي قررها الرئيس دونالد ترامب،على حدّ قول المصادر التي اعتمد عليها.

ونفت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة، كما قال المُعلِّق الإسرائيليّ، نفيًا قاطعًا أنْ يكون الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، هو الذي يقوم بعملية عرض العضلات، مُشدّدّةً في الوقت عينه على أنّ إيران هي التي تُخطّط وتُنفّذ بعلم أو بدون علم السوريين، لافتةً إلى أنّ الروس يقومون في هذه الفترة بالذات بإعادة بناء الجيش العربيّ السوريّ وتأهيله من جديدٍ، ولكن هذا لا يعني بأيّ حالٍ من الأحوال أنّ الجيش السوريّ بات جاهزًا وحاضرًا لمُواجهةٍ عسكريّةٍ ضدّ كيان الاحتلال، كما أكّدت المصادر، التي هي على الأغلب من جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة).

عُلاوةً على ذلك، لفتت المصادر الأمنيّة في كيان الاحتلال، بحسب التلفزيون العبريّ، لفتت إلى أنّ الرئيس السوريّ الأسد لا يشعر بالارتياح على خلفية قيام إسرائيل بتنفيذ ضرباتٍ عسكريّةٍ ضدّ أهداف سوريّةٍ وإيرانيّةٍ وأخرى تابعةٍ لحزب الله على الأراضي السوريّة، زاعمةً أنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ يمتنِع قدر الإمكان عن الاعتداء على أهدافٍ تابعةٍ للجيش السوريّ، خشيةً منه أنْ يؤدّي ذلك إلى أزمةٍ دبلوماسيّةٍ مع الروس، الذين يتواجدون في بلاد الشام، كما أنّ الأسد يُحاوِل بكلّ قوّته عدم التورّط في مُواجهةٍ عسكريّةٍ مُباشرةٍ وواسعة النطاق مع دولة الاحتلال، على حدّ قول المصادر بتل أبيب.

بالإضافة إلى ذلك، زعمت المصادر في تل أبيب، بحسب المُستشرِق يعاري، أنّه من وجه نظر الإيرانيين تختلِف الأمور، كما أنّهم لا يُكلّفون في أحيانٍ كثيرةٍ عناء إبلاغ الجيش العربيّ السوريّ بعملياتهم ضدّ إسرائيل مُسبقًا، وهذا يشمل العمليات ضدّ الكيان في الجولان المُحتّل، وأيضًا عمليات نقل الأسلحة من سوريّة إلى حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى تحركّات الميلشيات الشيعيّة التابعة لطهران، والتي تنشط على الأراضي السوريّة، كما أكّدت المصادر عينها.

ولفتت المصادر إلى أنّ النظام الإيرانيّ مشغول جدًا في هذه الفترة بالذات بالتعامل مع الأزمة مع إدارة الرئيس الأمريكيّ ترامب، زاعمةً أنّ النظام الحاكم في طهران اقترب جدًا من وضع الاختناق الاقتصاديّ، بعد أنْ بات يُصدِّر نصف الكمية من البترول مقارنةً بتلك التي كان يُصدرّها قبل العقوبات الاقتصاديّة من قبل واشنطن، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّه لم تحِن حتى الآن الساعة لإجراء مُفاوضاتٍ أوْ مُحادثاتٍ مُباشرةٍ بين النظامين الحاكمين في كلّ من طهران ودمشق، وبالتالي فإنّه في هذا الوضع المُركّب تلجأ طهران، أكّدت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة، إلى توجيه رسائل مُتعدّدّةٍ إلى واشنطن، مفادها أنّها تملك الكثير من الأوراق التي بإمكانها إلحاق الأضرار بالولايات المُتحدّة الأمريكيّة وبحلفائها في منطقة الشرق الأوسط، كما قالت للمُستشرِق يعاري.

واختتمت المصادر في تل أبيب قائلةً إنّ الإيرانيين يتوجّسون ويخشون جدًا من اللقاء الثلاثي، الذي سيجمع مُستشاري الأمن القوميّ من إسرائيل وأمريكا وروسيا، والذي سيبحث كيفية تقليص تمركز الإيرانيين في سوريّة، ولكنّ المُستشرِق شدّدّ على أنّ وُجهة إيران نحو الحرب، وللتدليل على ذلك، أكّد أنّه للمرّة الأولى وقف مُراسِل التلفزيون الإيرانيّ في دمشق وقال بالحرف الواحد: طبريا تبعد 60 كم، وتل أبيب مائة كم، أيْ أنّ الصواريخ الإيرانيّة قادرةً على ضرب المدينتين بسهولةٍ كما قال يعاري.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى