كيف ترتسم معركة إدلب بموازاة محادثات سوتشي؟

 

الجيش السوري والحلفاء يحشدون  لمعركة كبرى ونهائية في سوريا، بينما تتحدث تنسيقيات المسلحين عن تعزيزات لا تزال تتدفق إلى مطار أبو الضهور الذي حرره الجيش السوري بداية هذه العام، وفي نقاط انتشار قريبة من نقاط المراقبة الروسية في الريف الشرقي لإدلب، وبدأت بعمليات استطلاع وتثبيت نقاط في خطوط التماس مع المجموعات المسلحة في ريفي حلب وحماة لحماية تحرك القوات عند بدء المعركة.

المعركة التي ستعتمد على سلاح الجو بشكل أساسي، قد لا تبدأ قبل إنهاء جبهتي جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي المشرف على سهل الغاب وجسر الشغور، ما يضيق الخناق ويعزل جنوب ادلب بالكامل في خان شيخون ومعرة النعمان وخان شيخون وكفر زيتا، و على جبهة أخرى في جبهة ريف حلب الجنوبي الغربي من العيس وصولاً إلى سراقب مروراً بأبو الضهور  شرق إدلب، وهي مناطق تخلو من تجمعات سكانية فيها وتشكل خواصر رخوة للمجموعات المسلحة وتتيح للجيش الامساك بكامل حدود المحافظة الشرقية. فتكتيك القضم التدريجي وتثبيت خطوط الاسناد قبل الانتقال إلى مناطق أخرى، من شأنه أن يشتت المسلحين ويخفف خسائر الجيش الذي سيخوض حرب عصابات في المدن الأدلبية وهو تكتيك اختبره جيداً في الغوطة الشرقية والجنوب وقد يكون تكتيك المعركة المقبلة .

لا استراحة في حجيج الفصائل المسلحة إلى الأتراك في نقاط مراقبتهم السورية، من أجل الحصول على تطمينات حول عملية الجيش السوري العسكرية في إدلب، فتكثيف غارات الجيش السوري على معاقلهم لم تتح الكثير من الوقت كي تبرد جبهة الاتصالات والتشاور مع الأتراك للاستعداد للمعركة، فمشاورات الجبهة الوطنية للتحرير وجبهة تحرير سوريا تمتد إلى أنقرة لبحث مستقبل المحافظة بحسب مصادر صحفية.

وتعكس الاتصالات المكثفة عشية جولة آستانة العاشرة في سوتشي التي لم تنتزع ضمانات تركية على ما تنتظر الفصائل، فتقوم باستنفار في صفوفها، ورفع السواتر  على جبهات المواجهة مع الجيش السوري في ريف إدلب الغربي في المثلث الواصل بين ريف حماة الشمالي الغربي وريف اللاذقية الشمالي. وتأخذ بتعزيز تحصيناتها كما تضاعف قيادات الفصائل إعداد مقاتليها بعد فتح معسكرات للتجنيد بين المرحلين من مناطق التسويات في ريف دمشق والقنيطرة ودرعا، وهو ما يدحض الفرضية التي تمسكت بها الفصائل المسلحة بان أنقرة انتزعت من موسكو ضمانة أن مصير ادلب هدنة وليس عملية عسكرية.

لكن رئيس الهيئة العليا للتفاوض يشكك في إمكانية وقف القرار السوري والحلفاء لشن المعركة وتوقع بأنها لن تكون سهلة مع وجود آلاف المقاتلين من المجموعات الموجودة أصلاً في المحافظة بالإضافة إلى القادمين من مناطق التسويات.

الاقتتال بين الفصائل حوّل أغلبها إلى جيش من الهاربين من سكاكين النصرة ومن تحالف معها، فالفصائل التي يتنازعها تيار إخواني وتيار من القاعدة قريب من أنقرة، تهادنه النصرة كورقة أخيرة على طاولة مفاوضات آستانة في مواجهة موسكو، لكنها قد لا تجد خياراً  أمامها سوى الانجرار إلى منازلة دموية فيما بينها قد تسمح بمنح فصائل أنقرة صفة الاعتدال ويمنحها هامشاً للتسوية مع الدولة السورية على غرار ما كان في مناطق سورية أخرى، قبل بدء العد التنازلي لحرب لن تكون سهلة على المعقل الأخير للنصرة والمجموعات المسلحة في سوريا.

الميادين نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى