ما معنى توبيح ماكرون ل ( مالبرونو)؟!

 

خاص باب الشرق

نقل الإعلام أن الرئيس الفرنسي وبخ الصحفي جورج مالبرونولأنه قام بتسريب بعض تفاصيل لقاء ماكرون مع ممثل حزب الله ، رئيس كتلته البرلمانية محمد رعد. و يبدو أن ماكرون أحرج عندما ظهر للعلن تعاطيه مع حزب الله, كقوة مؤثرة في لبنان، و كجهة سياسية وازنة في المشهد السياسي اللبناني، و كتنظيم له شرعية شعبية تمثلت في أغلبية نيابية منتخبة شعبياً. ماكرون وبخ مالبرونو من جهة، وعاد ليكرر بنفسه ما قاله مالبرونو في مؤتمره الصحفي نهاية زيارته لبيروت كشكل من أشكال إمتصاص الإحراج تجاه الغرب بالتيرير البراغماتي.

في كل الأحوال ، توبيخ صحفي كبير مثل مالبرونو فيه إنتقاص من حرية التعبيروإساءة لحرية الصحافة. لأن التوبيخ شكل من أشكال العقوبة. أو درجة من درجات العقاب. فهل باتت فرنسا ، أم الحريات و مصدر الأنوار، تعاقب الصحافة وتقتص من حرية التعبير، و لو بالتوبيخ؟؟ و هكذا، لم يكن مقبولاً من ماكرون أن يناقش مع أي مسؤول لبناني أو عربي، موضوع حرية التعبير، أو حرية الصحافة، لأن الزاني لا يحاضر بالطهارة. مع تفريقنا, بين زان بـ ( التوبيخ الديمقراطي) ومغتصب بـ ( القمع الدكتاتوري).

مالبرونوصحفي التحقيقات الدولية في صحيفة الفيغارو، معروف منذ ربع قرن بكتاباته عن الشرق الأوسط . ومعروف أكثر بعلاقته القوية بالمخابرات الخارجية الفرنسية. و إذا عرفنا أن مبادرة ماكرون في لبنان من ترتيب و إبتكار مدير المخابرات الخارجية الفرنسية الحالي برنار إيميه، الذي عمل سفيراً لبلاده في لبنان، ويعرف تفاصيل كيمياء السياسة اللبنانية، و جزيئات فيزياء الطبقة السياسية اللبنانية. بعد كل ذلك ، يصبح تسريب مالبرونو ليس هفوة أو غلطة، بل هي فعل مدروس، لدى دوائر ( إيميه)، و معتمد من قبل رجال الإليزيه. و الهدف من التسريب والتوبيخ، تثبيت الموقف الفرنسي، بالإعتراف بشرعية حزب الله الشعبية والتمثيلية والسياسية. فهل بدأ الغرب يفكر بواقعية و يعترف بأنه لا بد من الحوار مع القوى الفاعلة في لبنان و المنطقة إن أراد تحقيق أي نتائج ملموسة ؟؟!

هناك من يرى أن التفاهمات بين فرنسا و إيران, مازالت في بدايتها, و توبيخ ماكرون لمالبرونو ليس إلا حفظ خط الرجعة في حال فشلت المساعي الفرنسية لتقريب وجهات النظر بين إيران و أميركا. أو في حال أخفقت التسوية المؤقتة في لبنان. ومع وجاهة هذا الطرح، فإن الحقيقة تقول أن هناك تفاهماً مستمر تطويره مع إيران، تقوم به فرنسا، و من وراء الستار واشنطن.. فهل تقود البراغماتية الغربية إلى الإعتراف بحقائق المنطقة والقبول بحقوق دول المنطقة، وحلفاء إيران من العراق إلى سورية، بعد لبنان؟؟ هل ستكون مفاجأة ترامب قبل الإنتخابات على يد ماكرون ؟؟

باب الشرق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى